أ. خالد بن عبدالرحمن الرويشد
العلاقات العامة ظاهرة اجتماعية ولدت بمولد الانسان والذي اضطرته حياته إلى تكوين علاقات التعاون وتبادل المصالح مع الآخرين ، والتي كانت بسيطة نظرًا لصغر تلك المجتمعات وبساطة الحياة وتواضع احتياجات الإنسان ومتطلباته، وعندما جاء الإسلام كانت المجتمعات قد كبرت نوعا ما وأصبح البشر أكثر عددًا وأكثر حاجات ومتطلبات، وإن لم تكن كماهي عليه الآن، وقد قدم الإسلام فيما جاء في الكتاب والسنة الطرق والأساليب التي ينبغي أن يتبعها الإنسان في تعامله مع الناس من حوله والتي لو طبقت الآن لكانت أنجح الحلول لقيام علاقات عامة على درجة عالية من النجاح بين الناس.
وفي العصر الحديث تطورت المجتمعات البشرية وكبرت وكثرت احتياجاتها ومتطلباتها مما أدى إلى زيادة الاهتمام بالعلاقات العامة وبعملية تقنينها لتصبح علمًا قائمًا بذاته، يهدف إلى التقريب بين أفراد المجتمع متعددي الحاجات والمصالح ومتباعدي الأماكن والوجدان.
ويمكن حصر الدوافع التي أدت إلى زيادة الاهتمام بالعلاقات العامة في العالم ودراستها كما يرى الباحثون في هذا المجال، في خمسة دوافع هي:
أولا: ظهور الأنظمة الديمقراطية وبغض النظر عن صحة هذه الأنظمة من عدمها نرى الرأي العام يلعب دورا حاسما في قيام الحكومات وإسقاطها.
ثانيا: الثورة الصناعية والتي بدأت في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، حيث تطورت أدوات الإنتاج ووسائله تطورًا هائلًا، وظهرت الصناعات الضخمة والتي تحتاج إلى أعداد كبيرة من العمال، بالإضافة إلى تباعد أماكن عملهم وانقسام الأعمال إلى مجالات متعددة، مما أفقد العاملين فيها الصورة الكلية للعمل، وظهور الحاجة لتنظيم العلاقة بين المستهلك والمنتج.
ثالثا: نشأة الوزارات والهيئات وغيرها من الجهات الحكومية الضخمة، متعددة المجالات والخدمات، ونمو الحاجة لتنظيم العلاقة بينها وبين جمهورها الخارجي والداخلي.
رابعا: تطور وسائل الإعلام، حيث ظهرت وسائل الإعلام الجماهيرية بالإضافة إلى الإنترنت وكذلك ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، والتي جعلت العالم صغيرًا من حيث وصول المعلومات وتأثيرها.
خامسا: الانفجار السكاني، والذي زاد من أعباء الحكومات في مواجهة المشكلات والعمل على ضمان التعاون معها في حلها.