أ. سليمان بن صالح المطرودي
تأسست كلية العلوم والدراسات النظرية، بالجامعة السعودية الإلكترونية في عام 1435هـ؛ أثر صدور قرار مجلس التعليم العالي، في جلسته (الخامسة والسبعين) المنعقدة بتاريخ 1/2/1435هــ؛ حيث عقد مجلس كلية العلوم والدراسات النظرية، أول جلسة له يوم الثلاثاء 29/6/1435هـ؛ برئاسة سعادة أ.د/ عبدالله بن عمر النجار، وكيل الجامعة -آنذاك- وبحضور أ. د. عبدالعزيز بن عبدالله العريني، أول عميد للكلية، وبحضور أعضاء المجلس "أعضاء اللجنة الإشرافية لإنشاء الكلية والأقسام العلمية فيها" لتكون الكلية منبرًا علميًا لتخريج كوادر وطنية ذات كفاءة عالية مختصة في مجال العلوم والدراسات النظرية، قادرة على المساهمة الفعالة في إرساء قواعد مجتمع المعرفة وتلبية حاجة سوق العمل من الكوادر المؤهلة والمدربة بنوعية واحتراف، وذلك من خلال توفير بيئة أكاديمية مثلى لتنمية المعارف، واكتساب المهارات في التعلم والبحث والابتكار، ووضع مناهج ومقررات للأقسام المختلفة فيها، تحقق لها مستقبلاً أكاديميًا وعلميًا رائداً في مجال العلوم والدراسات النظرية بشكل عام.
ومن الموافقات الجميلة والمباركة أن تتزامن ذكرى العشرية الأولى للكلية، وهي تسير في الخطوات النهائية للحصول على الاعتماد الأكاديمي للبرامج التي تقدمها، وكذلك مع صدور قرار مجلس شؤون الجامعات باعتماد إعادة الهيكلة الشاملة الأكاديمية والإدارية للجامعة، ومواصلة الجامعة السعودية الإلكترونية تقديم برامج أكاديمية في التخصص الفرعي والمزدوج ضمن مبادرة الدرجات العلمية المخصصة ذاتيًّا، التي هي إحدى مبادرات برنامج تنمية القدرات البشرية، لتُتيح الجامعة للطلبة خيارات متعددة من التخصصات المزدوجة، وبرامج الكلية أحد محاور هذه المبادرة.
وخلال عمر الكلية القصير "نِسْبِيًّا" حققت العديد من المنجزات العلمية والتعليمية، ودشنت عدد من البرامج الأكاديمية في مجالات تخصصات الكلية النظرية، لتلبي احتياجات سوق العمل من الكوادر البشرية المؤهلة، تجاوز عدد خريجيها في مختلف التخصصات والمراحل خلال العقد الأول، أربعة آلاف وخمسمائة طالب وطالبة، في المقابل ينشط حاليًا على مقاعد الدراسة فيها ما يُقارب خمسة آلف طالب وطالبة، في مختلف المراحل والتخصصات والأقسام والفروع، في القانون واللغة الإنجليزية والترجمة، واللغة الإنجليزية على الإنترنت، والإعلام الرقمي، والعلوم الأساسية وتطبيقاتها، لتسهم في خدمة التنمية الوطنية، باعتبارها رافدًا من روافد العلم والمعرفة، وفق الخطط الاستراتيجية للكلية، التي تتماشى واستراتيجية الجامعة السعودية الإلكترونية، وجودة برامجها العلمية، وضمان استيفائها للمعايير الدولية، وأفضل الممارسات الأكاديمية العالمية، لتحقيق الأهداف المرجوة لوطن مزدهر.
وحققت الكلية خلال السنوات العشر الماضية نجاحات متميزة، أكسبت خريجيها الخبرات والمهارات، فضلاً عن العلوم التي تسلحوا بها، ومكنتهم من مواجهة التحديات، والارتقاء في وظائفهم، وتقلد المواقع القيادة بجدارة، وأثبتوا كفاءة عالية في مجال تخصصاتهم، مما يؤكد على المستوى العلمي المتميز للكلية، وجودة برامجها الأكاديمية، والاهتمام بالجوانب المعرفية والثقافية للطلبة، وتكوين شخصياتهم القيادية القادرة على تحمل المسؤولية، التي تلبي حاجات سوق العمل، وتسهم في دعم التنمية في بلادنا، الأمر الذي أشعرهم بالامتنان لهذا الصرح الأكاديمي الذي جعلهم موضع ترحيب في مختلف قطاعات سوق العمل.
وكل ما حققته الكلية من منجزات، هو جزء لا يتجزأ من المنجزات التي حققتها الجامعة، التي تحظى بالدعم الكبير والرعاية المستمرة، من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك/ سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء -أيدهم الله بتوفيقه- تلك الرعاية هي امتداد لما يمر به قطاع التعليم في بلادنا الغالية من نقلة نوعية وتطور شامل على كافة المستويات، وفي مختلف المجالات، وهي النقلة التي كان من نتائجها تأسيس أول جامعة إلكترونية تعنى بالتعليم الإلكتروني المدمج بالمملكة، لبناء جيل يمتلك العلم والمعرفة والمهارات العالية والقادرة على المنافسة عالميًا.
ومتابعة وتوجيه معالي وزير التعليم، وكافة قيادات الوزارة، في تسخير كافة الجهود والإمكانات، لتحقق الجامعة أهدافها، وجد ومثابرة منسوبي الكلية والجامعة؛ من قيادات وأعضاء هيئة تدريس وموظفين وموظفات وطلبة، الذين يعتزون ويفخرون بالذكرى الأولى للكلية، متطلعين إلى المناسبات السعيدة دائمًا للكلية وللجامعة وهي تحقق أهدافها وفقًا لرؤيتها ورسالتها، التي تخدم أهداف الجامعة الاستراتيجية، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة ٢٠٣٠ وبرنامج تنمية القدرات البشرية.
وتتجدد الانطلاقة نحو غدًا مشرق وواعد -بإذن الله تعالى- مفعم بالتميز والنجاح وتحقيق الأهداف، ومواصلة صناعة الأثر المستدام، الذي يقوم على التعاون والرضاء الوظيفي، والجودة، والشفافية، والثقة والأمان، والشمولية والتنوع، والإبداع والابتكار، والمسؤولية الاجتماعية، والعديد من المرتكزات التي تاجها النجاح، نحو آفاق أوسع لخريجيها ليكونوا رواد أعمال وأرباب عمل ناجحين.