د نهى عبدالله العويضي
رئيسة قسم اللغة الانجليزية والترجمة
في الثلاثين من سبتمبر يحتفل المترجمون حول العالم باليوم العالمي للترجمة.
لطالما لعبت الترجمة دورًا حضاريًّا وثقافيًّا وعلميًّا بدأ منذ بزوغ فجر التاريخ البشري، ولا تزال تقوم بدورها حتى وقتنا هذا وستستمر في أدائه ما بقي للبشر حياة على وجه الأرض. وقد اهتمت وزارة الثقافة اهتماما كبيرا بالترجمة من خلال رؤية المملكة 2030 وحددت 3 مبادئ تسعى لتحقيقها الا وهي: جعل الثقافة نمط حياه لدى المجتمع السعودي، وأن تكون الثقافة مساهما أساسيا في اقتصاد حيوي ومثمر، وأن تكون الثقافة أداة لتعزيز صورة المملكة في الخارج وكيف يكون ذلك دون الترجمة.
إنّ المترجمين ليسوا فقط وسطاء بين الأنظمة اللغوية المختلفة بل وسطاء بين الثقافات أيضًا، وهم سفراء لبلادهم، وحملة لثقافة وعلم ثمين؛ فالترجمة عالم من الآفاق المفتوحة أمام بيئات ثقافية ولغوية مجهولة. ونحن في الجامعة السعودية الالكترونية نهدف في برامج الترجمة لدينا الى تعزيز طلابنا بأفضل ممارسات الترجمة وأحدث تقنياتها.
فندربهم على أنواع متعددة من الترجمة مثل:
الترجمة التحريرية: وهي ترجمة نص مكتوب إلى نص مكتوب بلغة أخرى.
الترجمة التتبعية: وهي عندما يستمع المترجم للمتحدث، وبعد أن يصمت المتحدث يبدأ المترجم بإعادة ما قاله المتحدث باللغة المترجم لها.
الترجمة فورية: وهي ترجمة متزامنة بحيث يضع المترجم سماعة يستمع من خلالها للمتحدث وفي نفس الوقت يترجم إلى اللغة الأخرى.
ترجمة الشاشة: هذا نوع يعتمد على ترجمة اللهجة العامية أو اللغة الدارجة للمتحدثين.
ومن الجدير بالذكر أن اللغة العربية واحدة من اللغات الرسمية في الأمم المتحدة. هذا وتصدر وثائق الأمم المتحدة متزامنة باللغات الرسمية الست (العربية، والصينية، والإنكليزية، والفرنسية، والروسية، والإسبانية). ولم ولن يكن هذا التوثيق متعدد اللغات ممكنا إلا من خلال مترجمي الأمم المتحدة الذين ترتكز مهامهم على نقل النصوص نقلًا واضحًا ودقيقًا إلى لغاتهم الأصلية.
لم يعد بمقدورنا الاستغناء عن الترجمة في وقتنا هذا وقد بات العالم قرية صغيرة، وازدادت الحاجة للتقارب والتواصل بين الشعوب المختلفة. وهذا ما نجهز به طلابنا ليساهمو في توثيق أواصر التعاون بين الحضارات.