كثيرًا ما نسمع عن مصطلح "الـجـودة" والجودة الشاملة، وإدارة الجودة، وتطبيق الجودة، ومعايير الجودة، وغير ذلك من المصطلحات التي ربما ندونها ونتناقلها ونُجمل بها حواراتنا وكتاباتنا؛ ونحن لا نعلم، أو لا نُلم بها، وما يقصد ويراد بها، وما فوائدها وما ثمارها.
بالمختصر: الجودة هي: معيار أو مقياس أو قيمة ممتازة، لتحقيق درجة تميز عالية للمنتج أو الخدمة المقدمة من قبل المنظمة؛ لنيل رضاء المستفيد أو المستهلك أو العميل أو المستخدم لهذه الخدمة أو هذا المنتج؛ بحيث يكون هذا المنتج أو تلك الخدمة خالية من العيوب التي تكون عائقًا أمام تقديم المنتج أو الخدمة للمستفيدين منها بشكل "مرضي"، وتكون نسبة العيوب بها تساوي "صفر"، وذلك وفق متطلبات وقوانين وقواعد ومعايير، قابلة للتحقق من مدى الجودة، وقابلة للقياس.
ولا تقتصر الجودة على المنتج فحسب، بل تمتد وتشمل جميع الجوانب البشرية والإدارية والفنية والتشغيلية واللوجستية في المنظمة، وفق أنظمة ومعايير معينة ومحددة تؤدي لتحقيق الجودة المنشودة.
وحتى تتحقق الجودة المطلوبة في المنظمة، فإنه يجب أن يكون لدى المنظمة دليل للجودة، يشمل كامل المعايير، وفي كل الجوانب التي تنشد الجودة فيها، يطلع عليه جميع منسوبيها؛ بل يجب أن يتم تدريب وتثقيف منسوبي المنظمة بكل ما يتعلق بالجودة، حتى تكون الجودة عقيدة راسخة لديهم، لا شعارات ومصطلحات يرددونها دوني أن يدركوها.
فمتى انتشرت ثقافة الجودة بين فريق العمل في المنظمة، وأمنوا بها، تكون المنظمة قطعت شوطًا كبيرًا في تحقيق الجودة، لأن الجميع سيكونون معايير للجودة، وأدوات فاعلة لتحقيقها، وسدًا منيعًا من أي خدش قد يُعيق تحقيقها، وبالتالي الوصول إلى النتيجة المرجوة بكل ثقة واقتدار، وسينعكس ذلك على التقليل من التكلفة العالية التي يتطلبها تطبيق برنامج الجودة في المنظمة.
المعرفة والإلمام والإيمان بالجودة ومعاييرها وأهدافها وآليات تنفيذها، تبدأ من أصغر موظف في المنظمة، فصغار الموظفين هم القاعدة التي تنهض بها المنظمة لتحقيق أهدافها، لتصعد نحو تحقيق الجودة سلم سلم، بدءً من الممارسين، وصولاً إلى القيادات الإدارية العليا، وبمتابعة المشرفين وأهل الخبرة والاختصاص بالجودة، انتهاءً بتقديم خدمة عالية الجودة، تحوز على رضاء جميع المستفيدين من الخدمة والعملاء والمستهلكين.
إجراءات وخطوات تطبيق الجودة، هي عنوان ثقافة المنظمة، والإجراءات المدونة والمحدثة تلعب دورًا مهمًا في استمرارية ضمان الجودة، وضمان أفضل الممارسات المهنية، وتحقيق الأهداف، التي تتطلع المنظمة إلى تحقيقها، وتحقيق مستوى عالي ومتميز من رضاء العملاء الداخليين والخارجيين للمنظمة، وهي الصورة الحقيقية للمنظمة، وهي سر نجاحها وإثبات وجودها بين غيرها، فالجودة هي علامة التميز والتفرد الحقيقية.
مسؤولية إعداد وتحديد وكتابة معايير الجودة، وإصدار الأدلة الخاصة بها، مسؤولية كبيرة، تقع على عاتق الإدارة العليا المعنية بها في المنظمة، ويشترك في المسؤولية الجميع، وإشراك الموظفين في ذلك مطلب مهم وضروري، كما أن تفعيلها وتطبيقها وفق الأدلة المعتمدة، مطلب رئيس لنجاحها.
ولنعلم أن نجاح وإنجاز أي مهمة والتميز بها، دونه عقبات وطريق طويل، لا يصمد فيه إلا المثابر والقادر على الثبات.
وتظل الجامعة السعودية الإلكترونية صرحًا علميًا وإداريًا يتوق التميز والإبداع والجودة في كل جوانبه.