أ.سليمان بن صالح المطرودي
لنجاح العملية الإدارية في أي إدارة ومنظمة؛ يتطلب ذلك وجود دليل إرشادي للعمليات الإدارية الإجرائية للخطوات التنفيذية خطوة بخطوة، والمسؤول عن تنفيذها، ووقت التنفيذ، والزمن المستغرق للتنفيذ، ومتطلبات ذلك، وآلية وقناة التنفيذ، وغيرها من الأدوات والأدلة التي تؤدي لإنجاز المهمة بالصورة المطلوبة. وعدم وجود دليل إرشادي للإجراءات في أي عمل إداري، يؤدي للارتجال والفوضى، وتضارب الإجراءات والصلاحيات وكثرة الشكاوى والاعتراضات من مقدمي الخدمة والمستفيدين منها، وخضوع العمل للمزاجية وتزاحم السلبيات، التي ستُلقي بظلالها على مخرجات الإدارة وبالتالي المنظمة التي تخذلها في إيصال رسالتها، وتحقيق الأهداف التي ترومها. من خلال دليل الإجراءات يتم تحديد كافة الخطوات اللازمة لإتمام العملية الإدارية، لذا فإنه يُعتمد عليه لرفع مستوى هندسة العمليات الإدارية، والنهوض بالمنظمة، من خلال العمليات الإدارية السلسة والمترابطة بالتتابع بينها. الدليل الإجرائي يهدف إلى توفير الإجراءات العملية بطريقة يسهل استخدامها من قبل الموظفين، ووضوح المسار وكافة المتطلبات والإجراءات الخاصة بها للمستفيدين، مما يساهم في تحقيق الكفاءة والفاعلية. كما يهدف إلى تحديد الارتباط التنظيمي والمرجعية الإدارية، وتوزيع المهام والمسؤوليات على الجميع، وتوضيح وتوثيق الواجبات المناطة بكل موظف، وتحديد العلاقة الإيجابية التي تنظم العمل والعملية الإدارية، والمساهمة الفاعلة في مواكبة المتغيرات والمستجدات. ويساعد الدليل الإجرائي القيادات الإدارية على سهولة الإشراف والمتابعة للعمليات الإدارية وسيرها وفق المسار الصحيح الذي ينتهي بالإنتاجية العالية والجودة التي تنشدها المنظمة. كما يُمكّن الدليل الإجرائي المنظمة للتحقق من دقة الإجراءات وجودتها، بما يؤدي لتسريع العمل وتلافي هدر الوقت والإمكانات البشرية والمادية، ويسهم باقتدار بالرقي بأداء المنظمة وتحقيق أهدافها ومهماتها بكفاءة واقتدار.