أ.محمد الشاعري
إذا كان بإمكان جهاز الجوال/المحمول التأثير بشكل مباشر على بعض فئات الشباب عبر طرق إغواءات حديثة وأساليب نفسية مبتكرة وذكية ليتم تحويلهم لأدوات إجرامية فتاكة ضد مجتمعهم، ونصبح بعد ذلك عرضةً لأنواع تأثير الإرهاب الإلكتروني والتقني، علاوةً على التأثيرات الأخلاقية بمختلف أنماطها.
وإذا كان السعوديون يتصدرون أعلى نسب استخدام الهاتف المحمول بالعالم متقدمين على شعوب الدول الصناعية بمراحل (حسب دراسة منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية –يونكتاد- 2012).
وإذا كانت مملكتنا الحبيبة من أكثر الدول استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعي بالعالم والتصفح الاستهلاكي والترفيهي بالإنترنت (حيث بلغت نسبة النمو في قطاع الانترنت بالسوق السعودي 275% -حسب احصائيات هيئة الاتصالات السعودية لعام 2015)
وإذا كانت الألعاب الإلكترونية تستحوذ على جل أوقات أطفالنا متجاوزةً نسبة 80% من أوقات فراغهم خاصةً في الإجازات (حسب تقدير بعض الدراسات الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية).
ألم يحن الوقت للقطاعات الراعية والموظفة للتقنية بالدولة بمختلف أدوارها والقطاع الخاص أيضاً، بأن يهيبوا بآدائهم ويعلنوها حرباً تقنيةً فكرية ضد كل من يستهدف وعينا وعقول شبابنا وأطفالنا .. حرباً لا هوادة فيها! قد لا يكون العدو واضح المعالم ومحدد الجهة ولكن أن نعترف بوجود جهة ما في مكان ما تعمل ليل نهار لدك ثوابتنا وحصوننا الفكرية وخطف شبابنا أصبح واقعاً لا مناط للشك فيه.
قد نحتاج لمبادرات وبرامج إلكترونية وتقنية وتطبيقات وألعاب مشوقة جاذبة بلغة الجيل الحالي، وغيرها من حلول توصلنا لثغرات وعواطف شبابنا المستهدف، توصلنا لنقاط الفراغ النفسي بدواخلهم، تنمي فيهم الوعي وتحركهم بإتجاه البناء والنماء، وتصنع منهم جيلاً مبتكراً يعشق العلم ويقدس العمل، متوقاً للمعرفة ننشئهم على التحدي وروح المنافسة يدركون أن الوقت هو سلاح ذو حدين فإما به نلحق بركب الأمم المتقدمة أو نظل مجرد مستهلكين على هامش الأمم، آن لنا أن توجه جهودنا صوب جهاز الجوال وكيفية الاستغلال الأمثل له، بحيث يصبح من العناصر الرئيسية ضمن خططنا التنموية الوطنية، فقد أصبح له بعد وطني استراتيجي ينعكس على كافة الأصعدة وليس فقط على الصعيد الأمني.
ينبغي أن نعترف بأن جهازاً صغيراً لا يتجاوز نصف حجم كف اليد نسميه "جوال" أصبح خصماً قادراَ على فعل الكثير، والكثير مما لا يمكن تخيله، إبتداءاً بخطف أبنائنا فكرياً والفتك بالمجتمع إلى ما أبعد من ذلك من تأثيرات سلبيةً كانت أم إيجابية. ما أريد قوله هنا يجب الاعتراف بالقصور في استغلالنا الأمثل للجوال ووسائل التواصل على المستوى التشريعي الوطني من حيث محاكاة العواطف والثغرات الفكرية خصوصاً لفئة الشباب، فما زال الوقت في حوزتنا وتسلل الخصوم في بدايته... لنعصف بهم حزماً.