أ.سليمان بن صالح المطرودي
كل منشأة تحرص على إصدار تقرير سنوي، يتحدث عن إنجازاتها المختلفة والمتنوعة، وتحرص الجهة على إبراز منجزاتها وأعمالها خلال السنة المنصرمة، خاصة تلك التي تستحق الإشارة إليها، وتحرص على تنوع أبواب وفصول تقاريرها حسب نشاط المنشأة وبرامجها، وتبرز تلك الإنجازات من خلال الأرقام والصور والجداول والرسوم البيانية، التي تعطي المُطلع عليه صورة واضحة عن تلك الإنجازات، وتترك أثرًا إيجابيًا عنها.
إلا أن هذه التقارير "السنوية" في غالبها لا يطلع عليها إلا مسؤولين محددين، وتنتهي بالحفظ في الأرشيف، وفي أحسن الأحوال في مكتبة الجهة ليطلع عليها من – يرغب ذلك! –.
ومن المؤسف أن تكون نهاية تلك التقارير التي تحتضن إنجازات المنشأة التي كانت حاضرة فيها بقوة، وكانت إنجازات متميزة، الأرشيف وأرفف المكتبات، إذ أن الهدف من أي تقرير هو توثيق إنجازات المنشأة أولاً، ومن ثم تعريف منسوبيها والزوار والمراجعين، بالمنجزات المختلفة والمتنوعة التي تحققت خلال العام، وكذلك الوقوف على الإيجابيات لتعزيزها، والسلبيات والعقبات التي واجهتها لتفاديها في السنوات القادمة.
ولن يتأتى ذلك إلا من خلال نشرها بين الجميع ليتم الاطلاع عليها، ونشرها على هيئة تقارير مطبوعة أمر مكلف وفيه صعوبة.
ويمكن أن يتم ذلك من خلال تحويل التقرير السنوي للمنشأة إلى لوحات تمثل (سجل حائطي مصور) وصور قابلة للتداول والنشر، يتم إعدادها بعناية، وتصنيفها حسب القطاعات أو الأنشطة أو البرامج التي توثق إنجازات المنشأة، يُمكن الجميع الاطلاع عليه في أي وقت، من خلال صور إنجازات المنشأة التي يتم عرضها حائطيًا داخل أروقة المنشأة (في الممرات، وصالات الانتظار، وعند المداخل، ونحوها) موزعة بشكل دقيق يحقق الهدف من وجودها، وتكون موحدة المواصفات من حيث الحجم والدقة وختم التوثيق (شعار المنظمة، المناسبة، اسم الجهة المنجزة، التاريخ، وغير ذلك من بيانات التوثيق والتعريف بالصورة) لتعطي في النهاية صورة حقيقية عن إنجازات المنشأة، وتعكس مدى تطورها ومسيرتها نحو تحقيق رسالتها ورؤيتها والأهداف التي أنشئت من أجلها.
تسند مهمة الإشراف إلى أحد إدارات المنشأة، لتتولى الضبط والمتابعة لأعمال السجل، وقد تكون الجهة المعنية بإعداد التقرير السنوي للمنظمة، هي الجهة الأنسب لإسناد هذه المهمة لها، بحيث تسند إليها مهمة الإشراف على إصدار السجل، ومتابعة تحديثه بكل إنجاز يستحق الإشارة إليه والإشادة به.
ولماذا أذهب بعيدًا، فلماذا لا تتبنى الجامعة السعودية الإلكترونية، فكرة هذا المشروع، لتقود العمل وتجعله واقعًا، فالجامعة تمتلك كافة مقومات التجديد والإبداع، ومدير الجامعة أ. د. عبد الله بن عبد العزيز الموسى، شعلة في ميدان التجديد والتطوير، فلا ننتظر منه إلا أن يوجه بتشكيل فريق عمل من وكالات الجامعة وإدارة العلاقات العامة والإعلام وغيرها من الإدارات المعنية، ليتولى:
1 – تحديد نوع الأعمال المشاركة في السجل المصور لإنجازات الجامعة.
2 – تحديد مواصفات الصور، من حيث النوع، الدقة، والحجم (الارتفاع، العرض) الإطار، وغير ذلك من المواصفات التي من المهم اعتمادها لتساوي ظهور الأعمال وبروزها لتشكل لوحة فنية واحدة، لا نشاز فيها.
3 – تحديد الضوابط الخاصة بمحتويات الصورة (صور فوتوغرافية، رسومات بيانية، نشاطات، احتفالات) وغيرها من المحتويات التي تكون مناسبة للعرض.
4 – تحديد الأعمال التي يسمح بإضافتها للسجل.
5 – تحديد الآلية المعتمدة لإضافة السجل المصور (حسب السنة، على مستوى الجهة) غير ذلك.
6 – تحديد محتوى الرسالة التي يجب نشرها من خلال موقع الجامعة عن تلك الإنجازات.
7 – تحديد محتوى ونوع الرسالة التي يمكن نشرها من خلال حساب الجامعة على منصة "تويتر" وغيرها من المواقع التي تملك الجامعة فيها حسابًا رسميًا.
وغير ذلك من المهام التي يمكن النظر في إسنادها للفريق ليقوم بدورها من خلالها.
و–بإذن الله تعالى– سيتحقق من هذا المشروع عدد من الأهداف، وفي مقدمتها الهدف الرئيسي من المشروع، إضافة إلى تحقيق نتائج أخرى، منها:
1 – كسر جمود وصمت أروقة الجامعة وفروعها، بعمل مميز وله قيمة وثمرة.
2 – تطوير بيئة الجامعة ومنشأتها، بسجل توثيقي متميز.
3 – إعطاء الزائر والمراجع صورة إيجابية عن الجامعة، تعطيه انطباع أولي حسن عن الجامعة.
4 – إثراء موقع الجامعة الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي، بمعلومات ثرية عن الجامعة وإنجازاتها.
وغير ذلك من النتائج المرجوة.
وإنني على ثقة بأن مثل هذا المشروع، محل اهتمام وعناية قيادات الجامعة، وعلى رأسهم مدير الجامعة أ. د. عبد الله الموسى، السباق إلى كل مشروع إبداعي فيه تطوير لبنات الجامعة ومخرجاتها، ولا استبعد أن يتم العمل على تحويل تقرير الجامعة للعام المنصرم إلى سجل إنجازات مصور.
ليتحقق بذلك كسر الجمود، والخروج من بوتقة الروتين، إلى فضاء التجديد والتطوير والإبداع في الجامعة، وتتحول الجامعة إلى لوحة فنية مفعمة بالإنجازات المستوحاة من أرض الواقع، وتكون مباني الجامعة صروح علمية وإدارية وأكاديمية وإبداعية، وبيئة حاضنة للإبداع والتطوير والتغريد بأعمالها خارج صندوق الروتين، لتكون محط أنظار الجميع ومحور اهتمامهم.