البودكاست سوالف.. وصحافة المواطن بلا مهنية .. والمواقع الإلكترونية تفتقر للمهنية
لقاء – أزهار الزهراني
يرى أحمد الركبان المستشار إعلامي والمتخصص في إدارة الاعلام والاتصال المؤسسي أن تعلق الجمهور في مواقع التواصل الاجتماعي مرحلة وقتية، وسيأتي يوم ما ويصيبه الملل، ويعود لمتابعة التلفزيون والصحافة الورقية، وفي لقاء خاص مع نادي الإعلام الرقمي، قلّب الركبان في صفحات قطاع الإعلام الرقمي، متحدثًا عن أسباب تراجع المؤسسات الصحفية، ومستقبل المواقع الإلكترونية، وما ينقصها، وسوق العمل لخريجي الكليات الإعلامية، مؤكداً على أحقية هؤلاء الخريجين بالوظائف الإعلامية أكثر ممن دخلوا هذه المهنة عن طريق الممارسة والخبرة لا الدراسة الأكاديمية.
نحن الآن في عصر الإعلام الرقمي، هل فقد الورق بريقه؟
بلا شك غابت الصحف الورقية بسبب أن التقنية المتناول في اليد تصل للجميع بدون رسوم مادية لكثير من وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبح الخبر سريعاً يصل ويتم نشره، وأظن من خلال قراءتي للمشهد إذا تحولت تلك التقنية لرسوم مبالغ فيها فالورقية تعود بهدوء وإذا انتهى عصر رئاسة التحرير المحتكرة بالنمط الحالي، ووجد طريقة لتولي أفكار جديدة للتصميم وصناعة المحتوى فالورقي سيجذب القارئ، مع أن الصحف الورقية تحولت إلى رقمي بنفس الصيغة! وهذا جعلها تتأخر أكثر.
البعض ربما يتفق أو يخالفك الرأي، المؤسسات الإعلامية ستصمد، حتى لو توقفت الطباعة؟
الناظر لبعض المؤسسات التي باعت ممتلكاتها وتحولت فخامة المكاتب والبنى الضخم إلى مكاتب محدودة وسرحت موظفيها فالصمود وقتي، وأعتقد أن مالكي الصحف شعروا بحتمية استمرارها من خلال ربما شركات تشارك في تسيير النشر الرقمي من خلالهم والحفاظ على الهوية للصحيفة دونما مراسلين أو محررين وحتى المصورين، لنأخذ مثالاً واس صحيفة الكترونية منذ بداياتها وهي الأقوى ولازالت فالورقي ليس شرط بقاؤه ولكن الصمود لن يدوم بحكم كلفة العمل والمصروفات البشرية. إلا كما ذكرت مسبقًا لتحول التقنية للاشتراط المادي.
لماذا تختلف الكتابة الرقمية عن الكتابة التقليدية؟
لأن رغبات المتلقي تحتاج للاختصار وعدم التطويل، واصبحت تقنية الفيديو والصور أكثر تقبلاً لتفسير الخبر، والرقمي يتميز بالاختصار لجذب القارئ والتصفح.
ما هو الأصح أن يصبح المواطن إعلاميًا، أو يتحول الإعلامي إلى نموذج صحافة المواطن؟
المهنية شرط للدخول في هذه المقارنة والقياسات، ولكن قد يصبح الإعلامي نموذج من صحافة المواطن بشرط أن يحافظ على مهنيته ويبتعد عن العاطفة.
ماذا ينقص المواقع الإلكترونية السعودية؟
ينقصها المهنيون المتخصصون والمحترفون في التصميم وصناعة الخبر وجودة المحتوى المنشور وتنوع الوسائل، وأخيرًا الدعم وأسلوب النشر للجمهور المستهدف.
صحافة الوسائط المتعددة نموذج شائع لكنه غير مستغل محليًا؟
الوسائط المتعددة استخداماتها متنوعة وليست حكرًا على المجال الصحفي وهي تحتاج إلى متخصصين وطواقم بشرية ومتطلبات وهذا ما تفقده الصحافة!
لو كنت رئيسًا لمؤسسة إعلامية، وتقدم لك لوظيفة محرر 3 مرشحين (خريج إعلام - خريج لغة عربية - خريج ثانوية لكنه مارس المهنة لعامين) أيهم ستختار؟
بلا شك أنهم جميعًا محل تقدير واحترام لعملهم واظن أن خريج الإعلام له الأولوية إذا أتقن صياغة الخبر والتحرير اللغوي، فهذا متخصص يعنى بالمهنية.
المؤثرون بالتواصل الاجتماعي هل هم إعلاميون؟
مؤثرو الوسائل بشكل عام هم مستخدمي للوسيلة وتعارفهم الناس بسبب هذا الاستخدام المكثف، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تسميتهم إعلاميين! ولكنهم مؤثرين ربما وهم بالمناسبة وقتيون وتنحدر متابعتهم لقوة المنافسة أو لعدم تقبل بعض المحتوى مع مرور الوقت، لكن المستخدم للوسيلة إذا كان أصلاً يحمل مهنة الإعلام المتخصص نعم.
لماذا أصبح الإعلاميون أقل التزامًا بأخلاقيات المهنة؟
ليس كلهم كذلك، ولكن ربما البعض لم يسلم من هذا الاتهام العام؟ بالعكس يوجد إعلاميون مميزون متمسكين بأخلاقيات المهنة، والضوابط الإعلامية من جهات الاختصاص مشددة على ذلك، وخلق المهنة تحتاج إلى تعريفها للممارس.
مواقع التواصل الاجتماعي، تطور تاريخي، مدونات، ثم فيسبوك، ثم تويتر وإنستغرام وسناب وتيك توك. وأخيرًا ثريد.. ماذا بعد؟
الانقلاب على التقنية والملل والرجوع للشاشات التلفزيونية وربما للورق.
هل توائم مخرجات كليات الإعلام مع سوق العمل؟
كليات الإعلام لدى كثير منها تخصصات متنوعة وتتواكب مع سوق العمل، لكن مع الأسف ان سوق العمل لا يستوعب تخصصهم فيكلفون خارج مهنتهم، والحاجة لبعض التخصصات مطلوبة كالجرافكس الإعلام الرقمي الصحافة الالكترونية والعلاقات.
هل تعتقد أن البودكاست موضة وستتراجع يومًا ما؟
البودكاست يديرها شباب مقبلون على مهنة التقديم قليلي الخبرة وإذا تركت بهذا الأسلوب ستصبح سوالف إعلامية، البودكاسات صيغة جديدة سهلة التنفيذ وعليه انتشرت لكنها غير متقبله لعدم جودة المحتوى والمحاور، والإخراج ويزعجني جدًا ابتداع ترك الزي الرسمي للوطن الا إذا كان الموقع المجرى فيه الحوار يتطلب التأهب للعمل الميداني أو لإيصال رسالة مهمة من البساطة في اللقاء لضيوف محدودين.