يُعد اختيار التخصص الجامعي من أهم الخطوات في حياة الشاب لما يترتب عليه من تحديد أسلوب الدراسة والاتجاهات المهنية المستقبلية، ويأتي الاختيار السليم القائم على أسس ثابتة بمثابة حماية من عثرات المشوار الجامعي، كما يوفر مزيداً من التميز والنجاح في المستقبل.
ويواجه الطالب أحياناً عدداً من العوائق التي تمنعه من تسجيل التخصص الملائم، بسبب نقص المعلومات عن التخصصات المتاحة، أو الخضوع لرغبات الآخرين، إلى جانب قصور المدرسة في تحفيز الطالب على معرفة ظروف المهن المختلفة واكتشاف مهاراته الذاتية، كما يكاد ينعدم هذا الجانب التثقيفي لدى العديد من مدارسنا فلا تقام ندوات أو لقاءات أو احتفاليات ملائمة للتعريف بنوعية الدراسة ومجالات التخصصات المختلفة، لذا فكل تلك العوامل تسبب نقصاً في المعلومات لدى الطالب المقدم على الدراسة في المرحلة الجامعية.
يضاف إلى ذلك تأثير المجتمع والثقافة السائدة فيه والتي أحياناً ما تُخضع الطالب لإرادتها وتوجه اختياراته نحو مجالات معينة دون غيرها، أما أكثر العوائق التي تقف في وجه الطالب فهي اعتماد الكليات على مجموع الدرجات في المرحلة الثانوية دون الالتفات إلى قياس المهارات والقدرات والرغبات.
المتتبع لشأن طلاب الثانوية العامة، يجد أنهم في أشد الحاجة إلى التوجيه والإرشاد، فغالبيتهم لم يفكروا في اختيار تخصصهم إلا بعد ظهور النتيجة، بل يعتقدون أن اختيار التخصص مسألة صعبة.
قبل اختيار التخصص الجامعي لا بد من الاستعداد لهذه الخطوة مبكراً بالتفكير والاجتهاد من أجل الوصول إلى قرار هام في حياة الشاب، ويفضل اتخاذ بعض الخطوات التي تساعد على ذلك مثل التحرر من تأثير الآخرين، الاستشارة، اكتشاف الرغبات والقدرات الذاتية.
إلى جانب ذلك فهناك عدد من الأسباب الواجب تفاديها عند اختيار التخصص الجامعي نظراً لكونها غير موضوعية ومضللة للشاب المقبل على هذه المرحلة الهامة في حياته، منها اختيار التخصص للبقاء مع الأصدقاء، الانسياق وراء ما يروج في المجتمع دون تقص للحقائق، البحث عن الوجاهة، الانصياع لرغبات الأسرة ضد رغبة الطالب، التأثر بالدعاية سواء داخل الكليات أو خارجها.