الإعلام الرقمي طريق نجاح العلاقات العامة
لقاء: سعاد صالح العمري – عضو نادي الإعلام الرقمي
ضيفنا اليوم هو الأستاذ فهيد الدوسري، المشرف العام على المشاركة المجتمعية بوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان والأمين العام لجمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم.. تقلد الكثير من المناصب..
مدير إدارة التطوع، مدير الاتصال المؤسسي للإسكان التعاوني، مدير ادارة العلاقات العامة والإعلام في الصندوق الخيري الاجتماعي، مدير العلاقات العامة والإعلام في الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، ادارة شئون الموظفين ومسئول العلاقات العامة في ABV Rock Group، ومستشار في عدت جهات.. ومؤلف كتاب الثامنة صباحاً واربعون دقيقة في العلاقات العامة
حاصل على درجة البكالوريوس في أدارة الأعمال من جامعة الملك فيصل، ودرجة الدبلوم العالي في المسؤولية الاجتماعية من جامعة المجمعة، وإعداد القيادات من جامعه هارفرد.
في البداية أرحب بك أستاذ فهيد، سعيدة جدا بتواجدك معي في هذا اللقاء، دعني ابدأ معك بسؤال تقليدي ربما يكون قد وجه إليه كثيرا في لقاءات متعددة لكن بالرغم من ذلك إلا أنه يبقى سؤال مهم: ما هي العلاقات العامة وما هو سر شغفك بها؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أستاذة سعاد، أولاً أود أن أعبر عن سعادتي بهذا التواصل ويسعدني أن أكون معكم في نادي الإعلام الرقمي بالجامعة السعودية، ومثل هذا التواصل مع الكل سواءً مازالوا على مقاعد الدراسة أو أكاديميين أو في الميدان أو حتى على رأس العمل، فمثل هذا اللقاء جميل جدًا يضيف لنا جميعا، يضيف لي ويضيف للطلاب ويضيف لكل الممارسين في مجال العلاقات العامة.
طبعًا تعريف العلاقات العامة هو مفهوم واحد، ولكن دائما أقول لمن حولي أو في بعض الدورات التي أقدمها: "أن العلاقات العامة أسلوب حياة"، وليس كل شخص يستطيع أن يقوم بمهام العلاقات العامة في كل تصرفاته، اليوم نحن في تصرفاتنا مع الناس كلها علاقات عامة، لكن كرجل أو سيدة علاقات عامة يجب أن تتوفر فيك بعض المواصفات، وتمزجها بالحصيلة العلمية سواءً دراسيًا أو عبر الدورات التدريبية؛ لتتمكن من إتقان العلاقات العامة؛ فالتعليم يختصر لك مسافات كبيرة؛ فالعلاقات العامة حاضرة في كل شيء حتى على مستوى الدول من خلال مفهوم العلاقات العامة بإطارها الدبلوماسي.
وأما سر شغفي بالعلاقات العامة؛ فأنا إنسان اجتماعي، وأهوى تكوين العلاقات؛ لأن أرى أنها غذاء العقل، وعامل مهم في بناء الشخصية، فكل من عرفت أو زاملت تعلمت منه شيء؛ لذلك رأيت نفسي منذ أكثر من 25 سنة في العلاقات العامة، فمارستها وعملت فيها ودربت عليها، حتى باتت أسلوبًا لحياتي، حاضرةً معي في كل شيء؛ فهي بمثابة الماء والهواء لي.. بدونها لا أعيش!
أستاذي الفاضل فنحن أكثر سعادة فحضورك في صحفية أو في الجامعة أو وجودك بيننا هو إثراء لنا، وجودك هو بالنسبة لنا مكسب كبير، السؤال التالي أستاذي فهيد أغلب الشخصيات مثلكم يكون لديه الشخصيات البارزة أو موقف أثر فيه في حياته وتجربته المهنية، بالنسبة لك هل هناك شخصية أو موقف؟
للأمانة لا أنا ولا الذين من حولي يعملون في مسار العلاقات العامة بسبب موقف ما اتجهوا لها.. لا، بل لأن تركيبتهم علاقات عامة وهم شغوفين ومحبين لها، وبطبيعة الحال ما من شخصٍ إلا وله قدوات في أي مجالٍ كان، يعتبرهم بمثابة معيارٍ له؛ فيستفيد من ممارساتهم، ومن توجيهاتهم، وتجده دائماً حريص على مراقبتهم.
بالنسبة لي.. من خلال مسيرةٍ عمليةٍ امتدت لأكثر من 21 عامٍ في ميدان العلاقات العامة الرحِب، تعرفت على كثيرين، وتابعت كثيرين في هذا المجال، سواءً عن طريق العمل معهم، أو الاحتكاك بهم، وكل هؤلاء تعلمت واستفدت منهم، وشكّل احتكاكي بهم جزءًا من بناء شخصيتي ومعرفتي، ولكن هناك شخصيتين أراهم قدوات في هذا المجال وعلى وجهِ التحديد لي أنا؛ أولهما شخصية معروفة عند الكثيرين، وهو الأستاذ القدير محمد الطبيشي الذي كان يشغل رئيس المراسم الملكية، فدقته في إدارة العلاقات العامة وعلى مستوىً عالي جعلنا نراقب هذا العمل ونتعلم منه.
وأما الآخر فقد لا يكون معروفاً بشكلٍ كبير لدى المتابع، ولكن يمثّل شخصية مهمة جداً في العلاقات العامة واستفدت منه كثيراً، وهو الأستاذ عبد الرحمن الجبرين.. فهذين الاسمين اللامعين كانا يشكلان في وقتنا قدوات بارزة في العلاقات العامة، وعلى المستوى الشخصي استفدت منهم، سواءً بمراقبة عملهما وأدق التفاصيل المتعلقة به، أو مزاملة أحدهما والاحتكاك به.
ودائمًا أقول للجميع، القدوات هم بمثابة معيارٍ لك "Benchmark"، تُراقبه وتستفيد من خبراته، ولكن لا تقلده في كل شيء؛ بل ابتكر أسلوبك وطريقتك، واصنع شخصيتك فستكون في يومٍ من الأيام قائدًا فذًا، ومعيارًا لأحدهما.
أستاذ فهيد: مسيرة حافلة بالنجاحات ما شاء الله، دائما يكون هناك مهارات يحتاجها مسؤول العلاقات العامة، من وجهة نظرك كممارس للعلاقات العامة وذو خبرة طويلة في هذا المجال ماهي المهارات التي يجب أن يتحلى بها مسؤول العلاقات العامة حتى يكون النجاح حليفه؟
الله يعطيك العافية.. ممكن نقول إنها مواصفات وليست مهارات، طبعًا قوة الشخصية مهارة مهمة جدًا لممارس العلاقات العامة، ويصاحب هذه القوة لطافةٌ مع الجميع، وأن يكون محبوبًا في بيئة العمل، ولكن في الميدان الحقيقي مثل المناسبات أو خلافها يكون قوي شخصية، بالإضافة إلى القدرة على التفرغ في الأزمات، ولديه قدرة تنظيمية، ولا ننسى أن الأساس هي الأخلاق، والتحلي بالشجاعة، وسرعة البديهة، والمثابرة، فكل هذه المواصفات من السمات الأساسية التي يجب أن تكون لدى رجل وسيدة العلاقات العامة.. طبعاً يُضاف لها المواصفات الأخرى مثل التحدث، وامتلاك ملكة الحوار، وكذلك امتلاك حسّ المسؤولية، فهذه المهنة تكاد تكون الوحيدة التي إن لم تمتلك إحساسًا بالمسؤولية ستخفق كثيرًا. وغيرها الكثير من المواصفات.
في ظل ما يشهده وطننا العظيم من تطور متسارع في جميع المجالات وخاصة الرقمنة، ما هي التحديات التي تواجه مسؤول العلاقات العامة؟
ما نراه من تقدمٍ في مملكتنا الغالية نتيجة للرؤية العظيمة رؤية السعودية 2030، والتي يعد جزء منها علاقات عامة، فالرسائل التي تضمنتها الرؤية كانت بمثابة عمل علاقات عامة.
وأما التحديات التي تواجه ممارسي العلاقات العامة في ظل هذا التسارع كثيرة، ولكن لعلي أختصرها في شيءٍ واحد يغنيك عن الباقي "مواكبة هذا التغيّر بذات التسارع مع الجودة والتطوّر"؛ فاليوم مع ظهور التقنية وانتشارها بشكلٍ كبير، يجب على رجل أو سيدة العلاقات العامة أن يكون ملمًا بها، ومدركًا لتفاصيلها، وأن يطوّعها في مجاله؛ فمثلاً سابقًا كنا نعاني في عملية التواصل وبناء العلاقات مع الشخصيات، ولكن أصبحت أسهل مع الواتساب. وعلى المستوى المؤسساتي تعد العلاقات العامة الحارس الأمين لسمعة المنظمة، لذلك يجب أن تستغل منصات التواصل الاجتماعي، ومختلف القنوات الرقمية في تعزيز سمعة المؤسسة، أو حمايتها من التشويه عبر التفاعل المستمر، والمتابعة المكثفة لكل ما ينشر حول المؤسسة، ودراسة المنافسين وغيرها الكثير؛ لذلك كما ذكرت في البداية التقنية مهمة جدًا وسهلت العمل، وتعد بمثابة قوةٍ داعمةٍ لرجل وسيدة العلاقات العامة متى ما واكبها بتسارع.
أستاذ فهيد أنت كمتخصص في مجال العلاقات العامة، من وجهة نظرك ترى أن وسائل التواصل الاجتماعي والرقمنة بشكل عام سهلت عمل مسؤول العلاقات العامة أكثر من قبل؟
صحيح، وهي داعم ليس بالسهل، بل داعم كبير جدًا، وجودها كداعم كبير سهّل من عمل رجل وسيدة العلاقات العامة في كل المهام، فكما ذكرت سابقًا أصبحت عملية التواصل سهلة، وساهم في تسهيل عملية الوصول إلى شريحةٍ كبيرة من المستهدفين، ووفر كل ما يحتاجه ممارس العلاقات العامة، وإيصال رسالة بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة عبرها، والكثير من المميزات التي قدمتها الرقمنة لتسهيل العمل في كافة المجالات ومنها العلاقات العامة.
في حياتك المهنية ما شاء الله اللي استمرت سنوات تقلدت عدة مناصب وعملت في عدة جهات أي الأعمال كانت هي الأحب والأقرب إلى قلبك؟
خلال 21 عاما عملت في خمس جهات كعمل رسمي، وسبع جهات كمستشار، طوال هذه الفترة التي تنقلت من جهة إلى أخرى؛ ألخص بأن أكثر مكان استمتعت فيه كرجل علاقات عامة، وكمدير للعلاقات العامة والإعلام هما مكانين، أولهما في الوسط الرياضي عن طريق نادي الرياض، وتحديدًا من العام 2008 إلى 2011م، فقد كان هناك متعة تمكن في تأسيس إدارة العلاقات العامة والإعلام، فأنا أعشق التحديات، ودائمًا خلال عملية التأسيس تواجه تحديات قوية، ولكن تتجلى هذه التحديات أمام شغفك، فأنت تفكر وتقرر وتنفذ، هذا الشيء كان متاحًا لي في نادي الرياض على مدى أربع سنوات فقد كنا نفكر ونقرر وننفذ بكامل الصلاحيات ونرى نتائج وأثر عملنا واجتهاداتنا بشكلٍ مباشر، وأما المكان الآخر وزارة الشؤون الاجتماعية سابقًا، في العلاقات العامة والإعلام، في هذا الجانب كانت المتعة في الإنسانية مع ممارسة الشغف، فقد كنا نبتكر لقاءات بمستفيدي الضمان الاجتماعي، يلتقون من خلالها بجهاتٍ توظيفية، فقد كنا نرى تحركاتنا وأثرها العظيم.
الشغوف بعمله دائما يكون لديه خطط ومشاريع قادمة متجددة فهو لا يعترف بالتوقف أو التقاعد أو حتى الاكتفاء بما تم إنجازه يبحث دائما عن كل ما هو جديد، سؤالي أستاذ فهيد، ما هي خططك في الأيام القادمة؟
طبعا لا يوجد أحد يستطيع العيش بدون مستهدفات، بالنسبة لي الفترة الماضية في عامي 2022 و2023 كنت مقصر جدًا في الدورات التدريبية، أي لم أقدم سوى عدد بسيط جدًا، وكذلك اللقاءات التي شاركت فيها كان عددها أيضًا بسيط، لا يتجاوز عشر لقاءات، و الدورات التدريبية تقريبا خمسة أو ستة، لذلك من الأشياء التي سأركز عليها في عام 2024 إعادة تفعيل تقديم الدورات التدريبية، لأن الهدف الرئيسي منها هو نقل المعرفة للمهتمين والممارسين في مجال العلاقات العامة، وهذا أحد الأهداف المهمة جدًا، والموضوع الآخر الذي أحاول أنجازه هو الانتهاء من الكتاب الثاني وسيكون عن المشاركة المجتمعية والتي تعتبر أحد المحاور الرئيسية في رؤية السعودية 2030، في ظل افتقار المكتبة العربية لكُتب تحكي بأسلوبٍ يدمج الجانب العلمي بالخبرة في حقل المشاركة المجتمعية.
أنت الآن أجبتني على سؤالين، أستاذ فهيد بخصوص المشاركات المجتمعية كنت ومازلت من المهتمين بها وشغلت منصب المشرف العام على الإدارة العامة للمشاركة المجتمعية بوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، وذكرت أنها من الأعمال المحببة إلى قلبك، وبما أنني أتشارك معك هذا الاهتمام أود منك أن تحدثني عن تجربتك في المشاركة المجتمعية؟
طبعًا المشاركة المجتمعية هو مفهوم متجدد، فعندنا 28 جهة حكومية في المملكة، سواء وزارة أو هيئة، وجميعها حتى نهاية 2021 لا يوجد لديها إدارة عامة، أو وكالة بمسمى المشاركة المجتمعية، وقد تشرفت في عام 2021 أن عملت على تأسيس أول إدارة عامة للمشاركة المجتمعية، وصنعت مفاهيم هذه الإدارة و سياستها وأعمالها واشراكها للمجتمع، وسأعود لرجل العلاقات فرجل العلاقات العامة الحقيقي هو من يستطيع العمل في مختلف الميادين التي تركز على إشراك للمجتمع، وفيها كسب تأييد، لذلك أي مجال فيه تعامل مع البشر يستطيع رجل العلاقات العامة العمل به، والنجاح فيه بشكل مباشر.
والحمد لله تأسس أو صدر بفضل الله القرار الوزاري في شهر فبراير 2022م بالموافقة على ما رفعته كمقترح، وهو تأسيس إدارة عامة للمشاركة المجتمعية، وتشرفت بأن أكون أول مديرٍ عامٍ لها، ومن ثم أول مشرفٍ عامٍ عليها، وهي الإدارة العامة للمشاركة المجتمعية في وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ووضعت الهيكل الخاص بها، وعلى أساسها عملت أول ملتقى وصفته بحجر الأساس للمشاركة اجتماعية، وذلك في شهر يونيو 2022م برعايةٍ كريمةٍ من سمو أمير المنطقة الشرقية وحضور معالي وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان الأستاذ ماجد الحقيل، وقد ضم كل الجهات التابعة لمنظومة وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، وعلى أساسها تأسست 17 إدارة عامة للمشاركة المجتمعية في جميع مناطق المملكة، و في أمانات المناطق، والحمد لله هذا النجاح كان بفضل الله ثم بفضل الدعم الكبير من قيادات الوزارة، وجهود وإخلاص فريق العمل، وإيمانهم بهذا التوجه الذي يعد جزءً من مستهدفات رؤية السعودية 2030، فقد أتت هذه الرؤية على مسمى المشاركة المجتمعية نصًا وليس تلميحًا، أي إشراك المجتمع وتفعيل وتعزيز المشاركة المجتمعية.
بعد كل هذه النجاحات على المستوى المهني ما هو تقييمك لما وصلت إليه من إنجازات؟
هذا بفضل الله ثم بفضل ما يجده المواطن السعودي من دعمٍ واهتمامٍ كبير من قِبل قيادتنا الرشيدة، وبعدها من خلال ثقة القيادات التي عملت معهم طوال هذه السنوات، ومحبة فريق العمل وإخلاصه، وأخيرًا ثقة المجتمع الداعم من حولنا.
واليوم كشخص أرى أنه مازال هناك أشياء كثيرة ممكن أن تتطور في العلاقات العامة خلال الفترة القادمة، فنحن لا زلنا بحاجة إلى أعدادٍ كبيرة من المتخصصين المبدعين والموهوبين في ميدان العلاقات العامة، وهناك جملة عامة تُردد دائمًا "الساحة خالية"، وبالفعل حتى الآن ساحة العلاقات العامة بمثابة الخالية، لذلك نحتاج مجموعة كبيرة تُغطي هذا الاحتياج سواءً في القطاع العام أو الخاص أو غير الربحي، فاليوم بلادنا تعيش نهضة كبيرة على كافة الأصعدة، في مجالات السياحة والاستثمار والترفيه والرياضة، وغيرها الكثيرة، وكل هذه تحتاج إلى رجال وسيدات علاقات عامة على مهنيةٍ عالية يقودون هذا النجاح ويصدرونه، ويبرزونه.
كيف ترى مستقبل تخصص العلاقات العامة، وما هي النصيحة التي تود أن توجهها للطلاب المهتمين بهذا المجال؟
في هذه الفترة الاحتياج كبير جدًا في سوق العمل، وخاصة في مجال العلاقات العامة، ونصيحتي للطلاب اربط العمل بالمعرفة، لا تركن إلى التحصيل التعليمي، واستغلال جلوسك على مقاعد الدراسة في ممارسة العلاقات العامة في الميدان، فما تجده فيه لن تجده على مقاعد الدراسة، ومارسيها تطوعًا أو بمقابلٍ زهيد؛ لأنك فعليًا تستثمر في نفسك، فعندما تتخرج غدًا ستجد أنك تمتلك شهادة علمية مقرونة بخبرةٍ تصل إلى أربع سنواتٍ أو أكثر، تعلمت خلالها فنون العلاقات العامة، وأتقنتها، فهذه المهنة تحديدًا تحتاج إلى المهارة أكثر من أي شيء، فإذا امتلكتها تبقى الأمور الأخرى عوامل مساعدة.
وقد كنت حريصًا خلال السنوات الماضية من علمي أن أبحث عن الشباب والشابات الذين لا زالوا على مقاعد الدراسة، وهدفهم ليس الجانب المادي فقط، لأن أرى في هؤلاء مالا أراه في غيرهم، لذلك أعمل معهم بشغفٍ وحب، ليستفيد مستقبلاً عندما ينهي دراسته ويجد أنه يمتلك مهاراتٍ متعددة، والحمد لله اليوم سعادتي كبيرة جدًا بأن أكثر من عمل معي يمارس ما تعلمه في جهاتٍ عدة.. فهنا أطمئن بأن زكاتي العلمية قد بلغت!
وأيضًا أنصح طلاب وطالبات العلاقات العامة أن يجربوا العمل في عدة مسارات ومن بينها المشاركة المجتمعية، والمسؤولية الاجتماعية، والتواصل الداخلي، وغيرها من المجالات التي ترتبط بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة بالعلاقات العامة، وذلك ما يعني اكتسابه مهارات متعددة تتيح له فرص عمل أكبر.
وأعيد وأكرر ولعلها أثمن نصيحة ممكن أقدمها ويقدمها غيري من قيادات العلاقات العامة، الممارسة، ثم الممارسة، ثم الممارسة الميدانية للعلاقات العامة هي من تصقلك وتجعل منك مميزاً في هذا المجال، فرجل أو سيدة العلاقات العامة عندما يتخرج بدرجة بكالوريوس، أو الماجستير، أو حتى دكتوراه في تخصص علاقات عامة ليست كافية، الممارسة والدورات التدريبية ضرورية.
ختاماً أستاذ فهيد أشكر لك قبول الدعوة كما أشكر لك تخصيص جزء من وقتك الثمين لنا، فحضورك الأخاذ قد أثرى لقاءنا وأضاء سماؤنا، لقد كانت تجربة ممتازة ومثمرة بالنسبة لي فمشاركتك القيّمة وإلقاء الضوء على الموضوعات الهامة في مجال العلاقات العامة وغيرها أظهر احترافيتك وخبرتك الواسعة في هذا المجال وقدمت مشكورًا إجابات واضحة ومعلومات مفيدة، ستُلهم العديد من الطلاب وتعطيهم إشارة إيجابية قوية بفضل خبرتك ومعرفتك العميقة، كما أسعدني حماسك واهتمامك في مشاركة المعلومات التي تخص كتابك الثاني، وهذا ما أضفى على اللقاء رونقه.