أعتقد بأن صناعة الإنسان وأقصد بها تنمية واكتساب مبادئ وقيم ومهارات، هي الأساس قبل التعلم والتخصص في الحقول العلمية المختلفة. وذلك بأن العلم والتخصص كالجدران والنوافذ والأثاث للبيت، بينما القواعد والأعمدة التي تحمل ذلك البيت وتحافظ على ثباته هي بمثابت المبادئ والمهارات. لذلك في وطننا العربي نحن بحاجة لصناعة الإنسان! قبل إعداد كفائات ومخرجات علمية بحته.
من هنا خطر على بالي وضع مادة أساسية تدرس في السنة التحضيرية تخص هذا التوجه. هي مادة التنمية الشخصية أو التطوير الشخصي. هذه المادة تدرس في أنحاء العالم وخاصة في الدول الغربية المتقدمة. تدرس هناك كمادة أساسية. لذلك أقترح أن تدرس هذه المادة في جميع الجامعات السعودية وبالتحديد في الجامعة السعودية الإلكترونية بما أني عضو في هذه الجامعة ولي الشرف.
المادة تشمل تنمية الجوانب الشخصية ككل وكذلك غرس المهارات الخاصة بالحياة اليومية كمهارات الاتصال ومهارات العمل مع فريق واكتشاف جوانب القوة والضعف في الشخصيةوغيرها الكثير من المهارات الأخرى. والأهم من ذلك المادة تمكن الطالب على اكتشاف نفسه وقدراته وطبيعة الشخصية التي يتمتع بها. مما يعينه على اختيار التخصص المناسب له وكذلك تعينه على العمل بشكل فعال في بيئة العمل المستقبلية بعد تخرجه. لما يملكه من وعي ذاتي عن نفسه وما اكتسبه من مهارات أساسيه بجانب العلم الذي تعلمه في الجامعة.
إن هذه المادة أساس بالذات في مجتمعنا الذي يعيش العولمة والانفتاح على الآفاق الإنسانية والثقافية الأخرى عن طريق الوسائل الإعلامية المتعددة. هذا الانفتاح الذي جعلنا في خط الماوجهة والمنافسة المباشرة. فإذا لم تكن كمجتمع واعي ومتمكن فإنك ستتأخر عن السبق أو تصبح عالة على الغير. وكلا الخيارين ذميم .لذلك صناعة الإنسان كمبادئ وقيم ومهارات أساس في عصرنا هذا.
نعم مادة الثقافة الإسلامية تتكفل بغرس المبادئ والقيم، لكن أين المهارات !. مادة التنمية الشخصية ستكون بإذن الله من أعظم العون للطالب على تنمية واكتساب المهارات المختلفة. كما انها ستكون عون بعد الله على اكتشاف الذات والشخصية والتي تعين الطالب في بقية حياته العلمية والعملية المختلفة.
لذلك أقترح وبقوة على وضع مادة التنميةالشخصية كمادة أساس في جميع الجامعات السعودية. وأن توضع بتعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية في الدول المتقدمة لما وصلوا إليه من تقدم غير مسبوق في هذا المجال.
إن العمل بهذا المقترح سيسهم بإذن الله بشكل فعال على صناعة ذلك الطالب الإنسان ليواجه جوانب الحياة المختلفة. وأن تكون المادة باللغة العربية، وكما قيل إن أسهل طريقة للوصول إلى قلوب الناس هو التحدث بلغتهم الام. هذا المقال هو همس محب للعاكفيين على إنشاء وتطوير المناهج في التعليم العالي.
عزيزي القارئ بكل حب و ود أرجوا منك التفاعل مع الموضوع وإبداء رأيك و وجهة نظرك فإن عقلك ثمين و يسهم في الرقي بالموضوع و وجهة النظر والتي بإذن الله سترى النور مع التفائل والظن الحسن.
مشعل بن ملهي العريفي
عمادة القبول وشؤون الطلاب