Home | Jisr News

ذكرى اليوم الوطني

الدكتور سلطان بن علي القحطاني

​مَلِكٌ، يَكفيكَ مِنْهُ أنّهُ

وَجَدَ الدّنْيَا، فأعطَى ما وَجَدْ

أشرَقَتْ أيّامُنَا في مُلْكِهِ،

وازْدَهَتْ، حُسْناً لَيالينا الجُدُدْ

حَقّقَ الآمَالَ فِيه كرم،

مَلأَ الدّنْيَا عَطَاءً وَصَفَدْ

نُصِرَتْ رَايَاتُهُ أوْ ناسَبَتْ

رَايَةَ الدّينِ ببَدْرٍ وأُحُدْ

فله كل صباح في العدى

وقعة تثلم فيهم وتهد


في هذه الأيام تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العطرة (ذكرى اليوم الوطني) وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال قصة أمانة قياده.... ووفاء شعب ونستلهم منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز "رحمه الله" الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكاُ بعقيدته ثابتاً على دينه

اليوم الوطني مناسبة عزيزة تتكرر كل عام نتابع من خلالها مسيرة النهضة العملاقة التي عرفها الوطن ويعيشها في كافة المجالات حتى غدت المملكة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة، بل تتميز على كثير من الدول بقيمها الدينية وتراثها وحمايتها للعقيدة الإسلامية وتبنيها الإسلام منهجاً وأسلوب حياة حتى اصبحت ملاذاً للمسلمين، وأولت الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين جل اهتمامها وبذلت كل غال في إعمارهما وتوسعتهما بشكل اراح الحجاج والزائرين

وأظهرت غيرة الدولة على حرمات المسلمين وإبرازها في أفضل ثوب يتمناه كل مسلم.

 يوم يرفع فيه كل مواطن رأسه شموخاً وفخراً بما تحقق على أرض وطنه المعطاء، وندعو الله العلي القدير أن يحفظ لنا ولاة أمرنا وأن يمتعهم بالصحة والعافية وأن يجزيهم خيرالجزاء لما يبذلونه لراحة أبناء هذا الشعب الوفي

ولقد دأبت حكومة المملكة منذ إنشائها على نشر العلم وتعليم أبناء الأمة والاهتمام بالعلوم والآداب والثقافة وعنايتها بتشجيع البحث العلمي وصيانة التراث الإسلامي والعربي واسهامها في الحضارة العربية والإسلامية والإنسانية وشيدت لذلك المدارس والمعاهد والجامعات ودور العلم. وتعتبر المملكة هي الوحيده في العالم التي يكون التعليم فيها بالمجان بل وتعطي مكافآت  

وماحققت المملكة العربية السعودية سبقاً في كل المجالات فالقضاء بالمجان واستخدم فيه افضل البرامج التقنية الحديثة

والعلاج بالمجان ويوجد لدينا من الأطباء السعوديين من نفخر بهم ويقصدون حتى من خارج البلاد

  . وطني .. هذا الذي يفخر بمن أمسى تحته واحتضنته تربته .. ففي بطن هذه الأرض خير البشر أجمعين .. وحبيب خالق السماوات والأرضين .. وخاتم الأنبياء والمرسلين .. صلى عليه الله في العالمين .. وصحابته الغـرّ الميامين الذين جاهدوا لنصرة هذا الدين .. فرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين ..

هذا الوطن الذي يفخر بمن أضحى فوقه ومشى على تربته .. فعلى ربوعه ولاة حكموا بما أنزل الله وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة .. وكانوا للحرمين خدماً ولضيوف الرحمن ندماً .. ولاة حملوا على أكتافهم هموم الوطن والمواطن .. جعلوا أمنه ورفاهيته شغلهم الشاغل .. ولاة أحبوا المواطن فأحبهم المواطن .. ولاة فتحوا أبوابهم وجعلوها مشرعة لكل قاصد .. ولاة جعلوا الأولوية لمن له حاجة .. وسعوا لإرضاء من ليست له حاجة وينطبق عليهم قول جرير

ألَسْتُمْ خَيرَ مَن رَكِبَ المَطَايا

 و أندى العالمينَ بطونَ راحِ

حميتَ حمى تهامة َ بعدَ نجدٍ

و ما شيءٌ حميتَ بمستباحِ


.. وعلى هذا الوطن أناس ملأت الطيبة قلوبهم .. وملأ الوفاق اجتماعهم .. وغطى الأنس حياتهم .. أناس يعرفون حق الله عليهم فأقاموا أركان الدين .. أناس يعرفون حق الولاة عليهم فأطاعوهم في يقين .. أناس يعرفون حق الوطن عليهم فعمروه بالحب والعلم المبني على الحق المبين .. إني لأفخر .. وكيف لا أفخر فهذه أرضي ووطني .. وأولئك ولاتي وملوكي .. وهؤلاء أهلي وناسي وجيراني .. إني لأفخر .. وكيف لا أفخر .. والعالم يشهد أنّ هذا الوطن خير الأوطان وحكامه أهل حكمة واتزان وشعبه أهل ولاء وإحسان .. إني لأفخر. كيف لا أفخر .. وتلك الصحراء القاحلة استحالت ناطحات تلوح في السماء .. وتلك الأراضي اليابسة استحالت ريانة خضراء .. وتلك العقول الأمية استحالت أطباء ومهندسين وعلماء .. إني لأفخر .. فهل في الأوطان مثل وطني؟! يقصده الداني والقاصي لزيارة مسجد الرسول الكريم والحج لبيته العتيق فيه قبلة المسلمين .. أحبك. فلتهنأ يا وطني بيومك المجيد .. لقد أصبحت اليوم لا تجاري بتطورك بلاد العرب فقط .. بل العالم أجمع .. بل لم تقف عند حدود المجاراة والفخر .. فقد أصبحت إحدى واجهات العالم المتقدم .. ونسأل الله أن يحفظ لنا هذا الوطن القوي بعقيدته

 المزدهيَ بتطوره ..

 الراسخ بأمنه.

 .. ومع إشراقة كل شمس نجدد الولاء لك أيها الوطن الغالي .. في أحداقي حملتك حباً يفوق الحب .. وفي أوردتي حملت نبض شموخك .. فكم أنا فخور بانتماني إليك أيها الوطن .. فبترابك الطاهر امتزجت دماء آبائي وأجدادي .. بترابك الطاهر رسخت جذوري .. واخضرّت أغصاني .. وازدهرت أوراقي .. إن كنوز الأرض كلها لا تساوي ما خامرني عندما رسخت قدماي على أرض الوطن .. وامتلأت رئتاي من شذا نسيمة الندي .. في تلك اللحظة أحسست أنّ كل ذرة رمل فيه تعانقني .. لقد عشت في أحضان وطني الغالي .. أنعم بالعز والمجد والرخاء .. نعم يا مملكة العطاء .. لقد شغفت قلبي حباً وتجاوزت بإشراقتك كل مقاييس الحضارات ورقيها .. ليس في مناظرك العمرانية العملاقة فحسب .. بل في جوهرك النقى وحضارتك العريقة .. لقد أحببتنا أيها الوطن من أعماقك .. وها نحن نبادلك الحب بالحب .. فلتبقَ يا أغلى وطن شامخاً .. ولتبقَ قوةً راسخةً بسواعد أبنائك .. حفظك الله من كل مكروه .. وحفظ لك حماة عزك ورعاة مجدك.

والسلام عليكم ورحمة الله

الأكثر مشاهدة

ألبوم الصور

ما رأيك في التصميم الجديد لموقع صحيفة جسر؟