كلمة رئيسة القسم
تشير حركة تعلم اللغات الأجنبية حول العالم إلى تنام مستمر في أعداد الأفراد الذين يسعون إلى أن يكونوا متعددي اللغات أو هُم كذلك فعلا. وفي هذا السياق يحظى تعلم اللغة العربية بصفة خاصة باهتمام عالمي، ليس فقط لدى المسلمين حول العالم، الذين تمثل لهم اللغة العربية عمقًا دينيًا ورابطًا ثقافيًا وأخويًا لا غنى لهم عنه، بل أضحت الحاجة إليها تتعاظم في جميع بلدان العالم لأسباب: (سياسية، واقتصادية، وأكاديمية، وثقافية، واجتماعية، وسياحية...) ؛ ولذلك فإن من حق الراغبين في تعلم اللغة العربية أن يجدوا البرامج التعليمية التي تحقق أهدافهم، وتلبي احتياجاتهم، وتذلل الصعاب اللغوية التي قد تواجههم، وتنسجم مع طموحاتهم وتوقعاتهم لأفضل أساليب التعليم وأدواته، وذلك واجب المؤسسات العلمية المعنية بتعليم اللغة العربية ونشرها حول العالم.
لعبت المملكة العربية السعودية دورًا رياديًا في نشر اللغة العربية وتعليمها للناطقين بغيرها، منذ 1967م حيث فتحت معاهد ومراكز لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في معظم جامعاتها، ونشرت معاهد ومراكز لتعليمها حول العالم. وعمل القطاع الخاص والقطاع الخيري على تعزيز انتشار العربية ودعم معلميها ومتعلميها من خلال: دورات تدريب المعلمين، وإعداد سلاسل المواد التعليمية، وتصميم البرمجيات الإلكترونية، وبرامج تعليم اللغة العربية على الإنترنت، وتقديم الخدمات الاستشارية للجامعات والمعاهد المعنية بتعليم اللغة العربية حول العالم.
وتأتي برامج الجامعة السعودية الإلكترونية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها "العربية على الإنترنت" و"اختبار العربية المعياري" للإسهام في تحقيق الرسالة الإنسانية للمملكة العربية السعودية المتمثلة في دعم وتعزيز التواصل البشري والتبادل الثقافي وتيسير سبل الحوار والتعايش والاحترام المتبادل بين الثقافات والشعوب، عبر إيجاد المبادرات العلمية الفعالة في نشر اللغة العربية بوصفها مفتاح الثقافة العربية ولغة الدين الإسلامي والأمة العربية، وتيسير الوصول إليها باستخدام أحدث تقنيات التعليم عن بعد وأكثرها جودة في منهج علمي مستند إلى التجارب الناجحة والمعايير المعتمدة عالميًا، ضمن سياقها المعياري الفصيح المعاصر، وفي بعدها الحيوي الوظيفي، الذي يربط تعلمها بالحياة.
رئيسة قسم اللغة العربية للناطقين بغيرها
د. أسماء بنت عبدالمانع الحمادي