ماضٍ يتجدد وحاضر يبهر ومستقبل مشرق، اعتزاز أبدي وفخر أمدي؛ إذ أن لابد للحق أن يظهر ولو بعد حين، وأي حق أحق أن يذكر في مثل هذا اليوم إلا أن يكون حق اجتماع الكلمة وتوحيد الأمة وترسية حجر الأساس لانطلاق الدولة نحو القمة باسم المملكة وليست أي مملكة فهي مملكة عربية، وليس هذا فحسب فهي مملكة عربية تتسم بالسعادة واللطف والحظ السعيد كونها سعودية نسبة لمؤسسها الأول سعود بن محمد بن مقرن طيب الله ثراه.
في الثالث والعشرين من شهر أيلول من عام 1932م ، قام الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود بتحقيق أهم مستهدفاته الحكيمة ألا وهي توحيد البلاد ولم يكن ذلك بالأمر الهين، بل كان نتاج رؤية عظيمة، وهمة تتقهقر أمامها الجبال، وتعاون رجال الدولة مع نسائها ليكونوا أسرة واحدة بقوة أزلية وعزيمة أبدية إيماناً بقوله تعالى (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) - [آل عمران:103] ولحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله ﷺ: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضاً – وشبك بين أصابعه" - متفق عليه، وعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" – أخرجه مسلم.
وبهذه الركائز يستمر المسير مستنيرين برؤية 2030 التي تأتي امتداد لهذا التاريخ المشرف، ويدعم ذلك سواعد أبناء الوطن وبناته، في ضوء العملية التعليمية المشرقة، فإذا كانت القوة والغلبة في الماضي تعني سلاح الحرب، فإنها اليوم حتماً تعني التسلح بالقوة التعليمية، والانتصار على الجهل عدو التقدم الدائم.
لا يعرف طعم الرخاء الذي نعيشه اليوم بفضل الله ثم أجدادنا إلا من أمد الله بعمره منهم وحضي بفرصة أن يرى هذا التحول ويفتخر به، ولعل منهم جدي الذي بخطاه أقتدي وعلى سبيل اعتزازه وافتخاره أذكر أنه أنشأ مرة يقول:
سلام يابو الشعب ويا ابنه ويا أخيه
ويا شمسه الدافئ ونوره وظله
يا من يحب الشعب والشعب يغليه
يا سيدي عطفك على الشعب كله
بالعرف والحكمة حققت أمانيه
غيث مغيث الشعب والنجوم المطلّة
كنا على خوف وجوع ومشاريه
واليوم ننعم بنعمة مسفهلة
عندما تقرع في أذني هذه الأبيات، أزداد انتماء وافتخار، وما هذا إلا امتداد لفخر أجدادنا وعزتهم بتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم الذي مما لا شك فيه نحن أركانه ودعائمه، هذه الأبيات يلخصها آخر بيتين فيها، إذ تعني أننا نعيش اليوم برخاء واستقرار بعد الجوع والخوف الذي لطالما عانوا منه، وقد يكون هذا أكبر محفز لنا؛ إذ بالرغم مما تكالب عليهم في ذلك الوقت إلا أنهم صبروا وكافحوا إلى أن تحققت غايتهم، واليوم علينا أن نواصل هذا المسير وأن نتوج تعبهم ومعاناتهم بتحقيقنا لمستهدفات رؤية 2030 بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين-حفظه الله - وهي رؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لمستقبل هذا الوطن العظيم وليس تحقيقها وحدها فحسب هو غايتنا بل الغاية كل الغاية في الاستمرارية على هذا النهج لتحقيق رؤية 2040 وما بعهدها إلى أن يتسلم الراية منا أحفادنا ويكون تاريخنا ما هو إلا سلسة لنجاحات متتالية وإنجازات متوالية، برؤى سامية وقوىً بشرية متفانية.
بقلم: نشمي الحربي – طالب في كلية الحوسبة والمعلوماتية.