سليمان بن صالح المطرودي
تأسست الجامعة السعودية الإلكترونية في عام ١٤٣٢هـ؛ لتُقدم تعليمًا عاليًا مَبْنِيًّا على أفضل نماذج التعليم المستند إلى تطبيقات وتقنيات التعلم الإلكتروني والتعليم المدمج، الذي يدمج بين التعليم بالحضور المباشر، والحضور عن طريق التقنية، ونقل وتوطين المعرفة الرائدة بالتعاون مع جامعات وهيئات وأعضاء هيئة تدريس داخليًا وعالميًا، وبمحتوى تعليمي راق من مصادر ذات جودة أكاديمية، وتوطينه، إضافة إلى دعمها لرسالة ومفهوم التعلم مدى الحياة للجميع.
والجامعة لها مكانة كبيرة في نفوس الكثيرين، الأمر الذي يعد مثار فخر واعتزاز؛ ليس فقط لمنسوبيها، وإنما لكل محبي العلم والتعليم والنجاح والتميز والإبداع والابتكار.
ومن الموافقات الجميلة والمباركة أن يتزامن احتفال الجامعة بعشريتها الأولى، مع إطلاق وتدشين صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- للمشاريع والمبادرات المتنوعة والعملاقة، التي تأتي تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 لتكون الفرحة أفراح مزدوجة.
الجامعة السعودية الإلكترونية وهي تحتفل بمرور عشر سنوات على تأسيسها تؤكد المكانة العلمية والأكاديمية الراسخة التي وصلت إليها خلال عمرها القصير "نِسْبِيًّا" حيث حققت الكثير من المنجزات، وخطت خطوات تطويرية مهمة، سواء على صعيد مخرجاتها من الكوادر البشرية التي أسهمت في خدمة التنمية الوطنية وتلبية احتياجات سوق العمل، أو على صعيد برامجها الأكاديمية، وخططها التطويرية التي رسخت مكانتها باعتبارها الجامعة الإلكترونية الأولى في المملكة.
ومع احتفالية الجامعة بعشريتها الأولى، ستشهد تدشين هويتها الجديدة، وإطلاق عدد من المشروعات التطويرية التي ستشهدها الجامعة، وفقًا لخططها الاستراتيجية التي تلبي الاحتياجات المستقبلية للجامعة وتطورها، وجودة برامجها العلمية، وضمان استيفائها للمعايير الدولية، وأفضل الممارسات الأكاديمية العالمية.
الذي مكن الجامعة بأن تكون من المؤسسات الرائدة في التعليم العالي بالمملكة، ونموذجاً للنجاح الكبير الذي يمكن أن يحققه هذا النمط من التعليم العالي، مما كان حافزاً على التوسع في إنشاء الفروع للجامعة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، وتوقيع الاتفاقيات، وعقد الشراكات المختلفة؛ لتساهم مع الجامعات الأخرى في بلادنا الحبيبة؛ في تحقيق التنمية المتوازنة.
وحققت الجامعة خلال السنوات العشر الماضية نجاحات كبيرة تجاوزت التوقعات، أكسبت خريجيها الخبرات والمهارات، فضلاً عن العلوم التي تسلحوا بها، ومكنتهم من مواجهة التحديات، والارتقاء في وظائفهم، وتقلد المواقع القيادة بجدارة، وأثبتوا كفاءة عالية في مجال تخصصاتهم، مما يؤكد على المستوى العلمي المتميز للجامعة، وجودة برامجها الأكاديمية، والاهتمام بالجوانب المعرفية والثقافية للطلبة، وتكوين شخصياتهم القيادية القادرة على تحمل المسؤولية، التي تلبي حاجات سوق العمل، وتسهم في دعم التنمية في بلادنا، الأمر الذي أشعرهم بالامتنان لهذا الصرح الأكاديمي الذي جعلهم موضع ترحيب في مختلف قطاعات سوق العمل.
وكل ما حققته الجامعة من منجزات، لم يكن لولا الدعم الكبير والرعاية المستمرة اللذين تحظى بهما الجامعة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -أيدهم الله بتوفيقه- تلك الرعاية هي امتداد لما يمر به قطاع التعليم في بلادنا الغالية من نقلة نوعية وتطور كبير على كافة المستويات، وهي النقلة التي كان من نتائجها تأسيس أول جامعة إلكترونية تعنى بالتعليم الإلكتروني المدمج بالمملكة.
ومتابعة وتوجيه معالي وزير التعليم، وجد ومثابرة منسوبي الجامعة؛ من قيادات وأعضاء هيئة تدريس وموظفين وموظفات وطلبة، الذين يعتزون ويفخرون بالذكرى الأولى للجامعة، متطلعين إلى المناسبات السعيدة دائمًا للجامعة وهي تحقق أهدافها وفقًا لرؤيتها ورسالتها.
وتتجدد الانطلاقة نحو غدًا مشرق وواعد -بإذن الله تعالى- مفعم بالتميز والنجاح وتحقيق الأهداف، الذي يقوم على التعاون والرضاء الوظيفي، والجودة، والشفافية، والثقة والأمان، والشمولية والتنوع، والإبداع والابتكار، والمسؤولية الاجتماعية، والعديد من المرتكزات التي تاجها النجاح.