أ. هدى القحطاني
لا تكاد دائرة أو منشئة ليس لديها دائرة اهتمام بموظفيها من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من الإنجاز في العمل، فالقدرات البشرية هي العصب المحرك لكل قطاع، سواءً كان حكوميًا أو خاصًا، لكن هذا الإنسان هو كائن حي، له احتياجاته ومتطلباته الحياتية، وكل ظرف يمر به في مسيرته ينعكس على أدائه في عمله، وكذلك على أسلوب حياته.
وإذا تحدثنا عن الإنسان لا يمكن أن نغفل هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية الذي أرشد البشرية إلى أسباب تحفيز الإنسان؛ من خلال هرم يمكننا أن نطبقه على احتياجات الموظفين في أي قطاع ونبدأ بقاعدة الهرم صعودًا إلى قمته:
- الاحتياجات “الفسيولوجية”: الرواتب والمكافآت والترقيات .
- الإحساس بالأمان: الرعاية الصحية للموظف ولأفراد عائلته، الدورات التدريبية المستمرة.
- الشعور بالانتماء: تعزيز مشاركة الموظف في الخطط الاستراتيجية الرامية لتطوير القطاع والأخذ برأيه والاستماع إليه ودعمه في تقديم مقترحات تطويرية في العمل .
- الشعور بالتقدير: المكافآت المتناسبة مع الأداء الاستثنائي للموظف، والاحتفاء بإنجازه.
- تحقيق الذات: تطوير أداء الموظف بالتدريب المستمر.
ومع ذلك فإن التحدي الأساسي الذي يواجه كبار المسؤولين في القطاعات الحكومية والخاصة هو إطلاق قدرات الموظفين من أجل بذل مستوى أعلى من الجهد ورفع مستوى أدائهم من خلال عوامل عدة تتمحور حول التحفيز الذي هو مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي تُوفر الرغبة لدى الموظفين لمواصلة العطاء الإيجابي في أداء الأعمال المختلفة من أجل تحقيق أهداف القطاع بمعنى تنمية الرغبة لدى الموظفين وتعزيز روح العطاء والولاء لديهم وتنمية مهاراتهم الإبداعية خارج الصندوق لكي يُلقي ذلك بظلاله على جودة العمل، وفي المقابل ينبغي على الموظف أن يتماهى مع هذا التحفيز ويقدم أفضل ما لديه في العمل ويطوّر من إمكانياته ولا يقف عند مجال معين لأن كل العلوم تتطور في عالم متسارع نعيشه وسط التقدم التقني والمعرفي الهائل الذي أّثر على أساليب حياتنا.
وبلادنا ولله الحمد ترفل بالنعم المتعددة، ولا أدل على ذلك من رؤية السعودية 2030 التي خصصت برنامجا لتنمية القدرات البشرية الوطنية، هذا البرنامج الحديث الذي يسعى لتطوير قدرات جميع مواطني المملكة العربية السعودية، ولتحضيرهم للمستقبل واغتنام الفرص التي توفرها الاحتياجات المتجددة والمتسارعة، على المستويين المحلي والعالمي. حيث سيركز برنامج تنمية القدرات البشرية على تعزيز القيم وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل وتنمية المعارف في مختلف المجالات. مما يمكن المواطن من المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية محليًا والمنافسة في سوق العمل عالميًا.