Home | Jisr News

صدى الأفعال

يمشي المرء بين أطراف المملكة المتباعدة, ويرى ما يندى له الجبين من علو وتقدم في العمران كما في أنفس الناس. وليس من حيي الضمير من ينكر أن ما نرى لم يبدأ بالأمس ولا قبل مئة عام. ولكنه بدأ عندما أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ / 1727م. وقفز بجهود التوحيد الذي تم على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود بعد ذلك. كم يقشعر جسدي كلما فكرت في المعنى الحقيقي للتضحيات التي قدمها هؤلاء الرجال ومن عاونهم وخلفهم. فهنالك ما يكسر أقسى العظام، ولكن لم نر شيئًا كسر عزيمتهم.

 

يقول الشاعر السعودي عبد الله الشريف:

والشّهم إذا نادى المنادي في الشدايد ما اعتذر ,,, والعيس من جمّالها والخيل من خيّالها

 

يجذبني الشطر الأخير من هذا البيت من قصيدته المعنونة "جبال ورجال". فقلما يجد المرء كلامًا أصدق من ذلك. أجده في السعوديين. أرى الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- في وجه الأمير محمد بن سلمان أطال الله في عمره, ليس شكلًا وحسب، فذلك لا خلاف عليه, ولكن طبيعةً وعزمًا. وأرى ذلك في سعوديين كثر, مثل رجل ألهمني بكل تفاصيله "سعود الأوطان" الأمير سعود الفيصل -رحمه الله-. ومعالي الوزير عادل الجبير. وامرأة ألهمتني بطموحها وسعيها, سمو الأميرة ريما بنت بندر آل سعود. أرى ذلك في أمي أطال الله في عمرها. أراه في نفسي بعض الأحيان. أراه في السعوديين بلا استثناء. أرى إيمانًا صادقًا وعزيمةً جاسرة. أرى حبًّا ووفاءً لهذه الأرض الطاهرة ومن عليها. أرى ولاءً لا يهزه حاقد ولا واشٍ ولا خائن.

فلكل صوت صدى. ولكن أفعال أولئك الرجال لها صدى. ذلك ما أرى في السعوديين... صدى الأفعال.

طلال سعيد ظافر القرني - كلية العلوم والدراسات النظرية - بكالوريوس قانون

الأكثر مشاهدة

ألبوم الصور

ما رأيك في التصميم الجديد لموقع صحيفة جسر؟