إنها.. المملكة العربية السعودية.. حاضنة الرسالة ومهد الأنبياء ومراتع الملوك.. وطن الأمن والأمان.. كانت وما زالت - بأمر الله عز وجل - حريصة كل الحرص على توفير الأمن بشتى جوانبه، وبذلت الغالي والنفيس لساكني هذه الأرض المباركة ليهنؤوا بسبل الحياة الكريمة.
وعلى الرغم مما تمر به أغلب دول العالم من تحديات، إلا أن المملكة العربية السعودية قد سخرت كل ما يضمن لمواطنيها ومن يقيم على أرضها الطاهرة من الإخوة المقيمين كل ما يحقق لهم رغد العيش.
ولعلنا نستذكر بكل فخرٍ واعتزاز ما حدث مؤخرًا من انتشار الأمراض والأوبئة، وكيف كانت المملكة من أوائل الدول التي سنت القوانين الصارمة، ووفرت كامل التسهيلات الطبية والأطقم الوطنية المشرفة من أبناء مملكتنا الفتية؛ لضمان سلامة المواطنين والمقيمين على حد سواء، ودون أدنى تمييز، وهو الهدف الذي لطالما كان من أولويات حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، وتحت إشراف مباشر من ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أمد الله في عمره.
مما ولّد في دواخلنا شعور الأمان والطمأنينة، والتي بدورها كانت سببًا في توفير البيئة الصحية والمعنوية اللازمة لنا لممارسة كافة الأنشطة الحياتية اليومية، بعيدًا عن أدنى ما يعكر الصفو.. ولقد كان هذا الشعور نتاج عمل متراكم من هذه القيادة الحكيمة، منذ عدة قرون، والتي أسست كيانًا متماسكًا صلبًا يحقق الوحدة والاستقرار، مما أدى إلى دفع عجلة التنمية، وساهم في تواجد هذا الوطن المعطاء في مصاف دول العالم المتقدمة.
وحق لنا في هذا اليوم (يوم التأسيس) المبارك لبلدنا الطاهر أن نستلهم تلك الملحمة التاريخية التي خاضها صقر الجزيرة جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورجاله الأشاوس، والتي تمكنوا من خلالها من استعادة ملك هذه الأرض الطيبة، وإرساء الأمن والأمان والاطمئنان على أجزاء هذه الجزيرة المباركة، تحت ظل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. كما لا يفوتني أن أستذكر بمزيد من الفخر والاعتزاز ما سطره أبطالنا الغر الميامين على الحد الجنوبي من بطولات وملاحم ستبقى على مدار التاريخ تذكر جيلاً بعد جيل بمداد من نور.
وأقل واجب لهم علينا أن نستذكر بطولاتهم وصولاتهم وجولاتهم داعين لهم بالرحمة والغفران.. وأن نمشي على خطاهم حاملين رسالتهم السامية، مدافعين عن أوطاننا بكل غال ّ ونفيس.. داحضين إرجاف كل من تسول له نفسه بث الشائعات للنيل من أمنه واستقراره.. مؤكدين في الوقت ذاته على ضرورة تسلحنا بما وفرته لنا مملكتنا الفتية من فرص العلم والمعرفة؛ لنعود بمشيئة الله وقدرته رواداً تتكئ عليهم البلاد بعد الله - عز وجل - في نهضتها وتنميتها المباركة؛ لنكون كما أراد الله عز وجل (خير أمة أخرجت للناس).
رائد إبراهيم مسلم الحربي - كلية الحاسب - طالب دكتوراه مبتعث