بدور الغامدي - عضو نادي الإعلام الرقمي - طالبة إعلام رقمي
إن أهم ما يوليه الوالدان لأطفالهم هو عقولاً تنير لهم مستقبلهم عبر تغذيتها بالعلم والمعرفة ليكونوا أقوياء في التغلب على مصاعب الحياة.
في مستهل حديثنا وها نحن نخطو بسرعة مع عجلة التطور والتقنية ودخول الأجهزة الذكية والشاشات التفاعلية حقل التأثير على الفرد صغيرًا كان أم كبيرًا.
تنوعت الأجهزة واختلفت أشكالها لكنها أجمعت على أنها سلاحًا ذو حدين في تأثيره على أطفالنا، فبتأثيرها الإيجابي قد تكون بجانبها التعليمي مميزه وحتى جانبها الترفيهي منفسه لطاقات أطفالنا، وقد تكون تربوية لتنمية خصالهم الشخصية واندماجهم في مجتمعهم وتعزيز تواصلهم مع اقرانهم ومن في محيطهم.
ولكن الجانب المظلم من هذا كله هو في سوء استخدامنا مع أطفالنا لهذه الأجهزة وتأثيرها عليهم صحياً ونفسيًا وفكريًا، فصحياً يكون تأثيرها على عيني أطفالنا بفضل أشعتها المنعكسة التي ما تلبث أن تسرق نظر أطفالنا وترهقه، كما أنها وسيلة لترك الطفل أمام تلك الأجهزة بطعامه ما يجعل منه بدينًا لا يقوى ان يساير أقرانه في اللعب والحركة، وبفضل اتصال تلك الأجهزة بالإنترنت والانفتاح الا محدود قد تكون حقلاً مميتًا لأدمغة أطفالنا بفضل تبادل المعلومات في نطاق قد يصعب السيطرة عليه ولا يعرف ماهية المعلومات التي يستقبلها الطفل وقدرته على التجاوب معها وتقبلها..
من جانبًا آخر تأثير بعض الألعاب التي يستخدمها الأطفال في أجهزتهم الذكية إما أن تكون محفزة لأدمغتهم والذاكرة أو تكون مثبطه لعلاقاتهم الاجتماعية وزرع بذرة العدوانية مثل العاب العنف والقتال.
إن ما يزيد من إيجابية استخدام أطفالنا للأجهزة الذكية بالحد المعقول في استخدامها هو أنها تدفع بهم للتواصل مع أقرانهم واكتشاف العالم من حولهم وسرعة التعلم عبر الكم الهائل من المعلومات التي يستقبلها من جهازه الإلكتروني، ولكن يبقى الفارق الأساس هو حرص الوالدين على تحديد وتوجيه طريقة استخدام الأطفال لهذه الأجهزة.
منها أن يطلع الوالدين على ما يتلقاه الطفل من محتوى عبر جهازه الإلكتروني ومع من يتواصل وبالطبع مكنتنا بعض التقنية والإعدادات الخاصة ببعض التطبيقات والأجهزة في متابعة ذلك والاطلاع على ما تحتويه الأجهزة وتقنين المحتوى المتلقى وكذلك ساعات الاستخدام، كذلك فالوالدان هم القدوة التي يحتذى بها أطفالهم حيث يجب أن لا يكون تركيزنا وجل يومنا على أجهزتنا بعيدين كل البعد عن أطفالنا واكتشاف مواهبهم عبر لغة الحوار، ليستمد الطفل من والديه الخبرة والعلم والتربية ليكون جاهزًا لخوض غمار الحياة.
صحة أطفالنا وأدمغتهم تعد من سلامة مجتمعنا، فهم ركيزة المستقبل لمجتمع صالح طموح مفعم بالعلم والتربية.
توصف الأجهزة الذكية بأنها سلاح ذو حدين قد يكون معينًا في التربية والتعلم والتسلية وقد يكون على النقيض في أن يكتسب الطفل. السلبية والمعلومات المغلوطة وكذلك الانخراط في معتقدات وأفكار ضحلة لا ترتقي لمستوى الإنسانية ولا تصل لمستوى فهمه وإدراكه.