ترددت نخوة أهل العوجا منذ تاريخ النشأة للدولة السعودية الأولى إلى وقتنا الحالي، لتمتزج بين ماض عريق ومستقبل مشرق، ولعل الاسم توارد إلى أسماع البعض وغاب عنه المعنى "العوجا"، ويقصد بذلك الدرعية، كما هو معروف أنها على أطراف وادي حنيفة ذو الطابع المتعرج. حيث معتبره أنها نخوه تبث الحماس والانتماء للوطن والدفاع عنه، ومن الشعراء القدماء الشاعرة موضي الدهلاوية حيث قالت عن الدرعية:
سر وملفاك للعوجا مسيره *** ديره الشيخ بلغه السلام
ولعل أيضًا من الكتب المشهور في الشعر كتاب لـ عبد الله بن خميس رحمه الله عنوانه "أهازيج الحرب أو شعر العرضة"، تطرق إلى شاعر من شعراء الدرعية، سعد بن حيثان "يا سحاب حدر".
لا بتي يـا هل العـوجـا وطنا *** يوم كل ندب جده وجابه
والحماسة لـ الوطن والمستقبل مع الائمة نشأت منذ القدم، حيث كان أئمه الدولة السعودية الأولى يسعون إلى مستقبل يكفل لمواطنيهم الحياة الكريمة والأمن، سواء كان قبل أو أبّان أو بعد التأسيس، حيث عقدوا الاتفاقيات والأحلاف لإحكام السيطرة وبلوغ نتائج الحكم.
وذكر عبد الله بن خميس أيضًا في كتابه "الدرعية" الدولة السعودية قامت بقيادة الإمام محمد بن سعود، حيث تولى إمارة الدرعية عام 1139 هـ، وحكمها أربعين سنه، منها عشرين سنه بعد خروج محمد بن عبد الوهاب للدرعية وعقد "اتفاق الدرعية" مع محمد بن عبد الوهاب وهو أول من ناصر الدعوة السلفية.
وعند لقاءه مع محمد بن عبد الوهاب لعقد الاتفاق قال "ابشر ببلاد خير من بلادك وابشر بالعز والمنعة"، ورد محمد بن عبد الوهاب قال "وأنا ابشرك بالعز والتمكين وكلمة لا إله إلا الله من تمسّك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد"، لتنطلق أولى المعارك في سبيل نصرة الدعوة الإصلاحية، وقد أرخ ذلك ابن بشر عام 1159 هـ، أي بعد اتفاق الدرعية بعام واحد، لتنطلق معارك تأسيس الدولة السعودية الاولى.
واستمرت حتى سقطت لـ تعود بـ الدولة السعودية الثانية عام 1819 م إلى 1891 م، حيث بدأت بالإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، لتعود بعدها الدولة السعودية الثالثة بعد سقوط الثانية، وهي وريثة الدولتين الأولى والثانية، لتنطلق بعدها المعارك لـ بناء الدولة السعودية الحديثة، والانطلاق للمستقبل عبر الحشد لـ الرياض واستعادته، والسيطرة على باقي المناطق، ليوقع الملك عبد العزيز "اتفاقية دارين" مع البريطانيين عام 1915 هـ, لتمهد الطريق لعهد من الطمأنينة والرخاء، ليتعهد الملك عبدالعزيز ببعض البنود، منها الأمن والحماية للقوافل خلال المرور، ويتعهد الطرف الآخر "بيرسي كوكس" ممثل البريطانيين ببعض البنود، منها الاعتراف بـ مناطق نجد والأحساء والقطيف والجبيل أنها تحت حكم الملك عبدالعزيز ليتبعها توحيد البلاد تحت اسم "المملكة العربية السعودية" لمستقبل من النمو والازدهار لـ الوطن و المواطن.
ختامًا: رسالة التأسيس حنا هل العوجا عبر تأسيس دولة لغد مشرق يشملها الاتفاق والتعهد بالالتزامات الخارجية والداخلية لضمان رفاهية المواطن وازدهار وطنه والوصول إلى إغاثة الشعوب المنكوبة.
عبد الله بن حمود بن محمد العنزي – أولى سنه تحضيري - مالية