ذكرى يوم التأسيس.. التي تصادف هذا العام الثاني من شهر شعبان 1444هـ (22 فبراير)، ذكرى لماض عريق ومستقبل فريد، تلك الذكرى الوطنية المجيدة التي نستذكر فيها ماضيًا عريقًا متجذرًا في عمق التاريخ، وسجل حافل بالملاحم الوطنية، والكفاح والتشييد والبناء لعمق تاريخي أصيل وإرث حضاري متين، لتأسيس دولة حضارية فريدة، وشعب مترابط فيما بينه، ومتلاحم مع قيادته، معتز بتاريخه ورموزه وبقيمه الوطنية وهويته وتراثه الأصيل، وَفِيًّا لولاة أمره.
ثلاثة قرون مضت، كانت مليئة بالإنجازات التنموية في السياسية والاقتصاد والصحة والعلوم والثقافة والمجتمع، وغيرها من المنجزات التنموية التي كانت محل اهتمامات قادتنا منذ يوم التأسيس وحتى يومنا الحاضر، خاصة في ميدان التعليم، الذي بدأ من المساجد مرورًا بالكتاتيب، وصولاً إلى المدارس الرسمية، والجامعات الحديثة المتقدمة، مدعومة بأفضل الأساليب والوسائل التعليمية، وفقًا لأحدث معايير التعليم والتدريب الدولية؛ لإيمانهم بأن التعليم هو الركيزة الأساسية للتنمية الوطنية، والتقدم. مما جعلنا نعيش اليوم في نهضة شاملة مكنت بلادنا المملكة العربية السعودية، من التربع على أعالي القمم العالمية على مختلف الأصعدة.
والجامعة السعودية الإلكترونية، إحدى منارات التعليم التي تُعنى بالتعليم العالي والتعلم المستمر مدى الحياة، في بلادنا، حيث تتبنى أفضل نموذجًا تعليميًا حديثًا، مستندًا إلى تطبيقات وتقنيات التعلم الإلكتروني والتعليم المدمج والمرن، بمحتوى تعليمي ذي جودة أكاديمية عالية، يعزز إنتاج ونشر وتسخير المعرفة، من أجل التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، من خلال طرح البرامج العلمية التي تلبي احتياجات سوق العمل، ودعم البحوث العلمية التي تشكل عصب الجامعة وعمودها الفقري، بطرح القضايا العلمية والتعليمية والاجتماعية، ودعمها وتطويرها والنهوض بها لما يحقق الأهداف الوطنية المنشودة لإثراء البحث العلمي، والتحفيز لنموه بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، وانطلاقًا من اهتمام القيادة الرشيدة بالعلم والمعرفة والبحث العلمي الذين أعطتهما عناية فائقة واهتمامًا كبيرًا، ومنهما تختط معالم مسيرة النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا في كافة المجالات والأصعدة.
يوم التأسيس شعلة وضاءة تلقي بأنوارها على الجامعة السعودية الإلكترونية، لتشق طريقها نحو مستقبل واعد بهمة عالية لتحقيق الريادة في مجال التعليم العالي والدراسات العليا وأعمال البحث العلمي، والابتكار، التي تسهم في بناء مجتمع معرفي يعزز التنمية المستدامة واقتصاديات المعرفة، حيث تحرص الجامعة على تنوع البرامج التي تقدمها، وتطوير البحث العلمي، ودعمهما وتذليل كافة العقبات أمامها، انطلاقًا مما تلقاه الجامعة السعودية الإلكترونية، وأنشطتها البحثية من دعم واهتمام لتطوير قدراتها.
ونحن نعيش ذكرى يوم التأسيس المباركة، نسأل الله أن يبارك في أرضنا، ويحفظ مملكتنا من كل شر، وأن يديم علينا الأمن والأمان والاستقرار، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- لتواصل بلادنا طموحاتها في التشييد والبناء.
سليمان بن صالح المطرودي