عبد الرحمن بن صالح الحمادي - قانون
في إحدى مقولاته المشهورة، يؤكّد "ابن خلدون" على أنّ "التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق"، وبين ظاهر التاريخ وباطنه قد تضيع كثيرٌ من الأمجاد، ويُنسَى إرثٌ من المفاخر، وتُجهَلُ كنوزٌ من الإنجازات.
إننا نعلم يقيناً منذ أن تنفّستْ أولى صباحاتنا نسيم هذا الوطن بأننا نعيش فوق أرض تتوارى خلف أمجادها الأمجاد، وتتألّق كابتسامةٍ في عين التاريخ، نعرفُ حقّ المعرفة ما بذله أسلافُنا في الماضي الجميل كي ننعَم بهذا الواقع الزاهي ونتطلّع بكل تفاؤل إلى المستقبل. نعلمُ كلَّ ذلك وأكثر من ذلك؛ ولكننا في حاجةٍ مُلحّة إلى مَن يجعل لهذا التاريخ الضارب في جذور المجد يوماً للتذكّر والتذاكُر والفخر والاعتزاز، يوماً نحاول فيه أن نُكافئ الفرسان الأوائل، وأن نمعن النظر في آثارهم التي لم تنقطع منذ أكثر من ثلاثة قرون!
عندما قال الأمير الشاب الطموح محمد بن سلمان: "لدينــا عمــق تاريخــي مهــم جــداً موغــل بالقــدم ويتلاقى مــع الكثيــر مــن الحضــارات. الكثيـر يربـط تاريـخ جزيـرة العـرب بتاريـخ قصيـر جـداً، والعكـس أننـا أمـة موغلـة في القـدم"، فإنه يرسل رسالةً عميقةً كعُمق تاريخ دولته إلى شباب هذه الدولة وشاباتها، ليؤكّد لهم أننا لسنا دخلاء على التاريخ، ولم نصل إلى هذا التوهّج الحضاري على أكتاف المصادفات واستثناءات القدَر، إننا نحن التاريخ ونحن بوصلته ونحن كل اتجاهاته!
ما أروع أن يُدار هذا البلد بما يستحقه من عقول لا تُنسيها إنجازاتُها الحالية ما ورثته من تُراث وحضارة زاهية، الحمد لله على التأسيس، والحمد لله على سلمان ومحمد بن سلمان.