الوطن هو أثمن مقدراتنا ، وأجلُّ الهبات التي قد يحظى بها الإنسان ، فمن نحن بلا أوطان ؟ وما جدوى الحياة دون وطن ؟
ولطالما كنتُ أستعذب قولاً لـ محمود درويش يقول فيه: والذي ماله وطن، ماله في الثرى ضريح .! . ويُشجيني أمير الشعراء حين يتغنى بالوطن قائلاً :
[وطني لو شُغلت بالخلد عنه لنازعتني إليه في الخلد نفسي]
وعند وطننا تتقزم كل الأوطان مُجتمعة ، حيث أن مزية هذا الوطن عن سواه من الأوطان يُقرُّها الجميع ويؤمن بها ، إقراراً لا جدال فيه أو ريب .
واليوم ونحن على عتبات الاحتفاء بيوم الوطن ، يوم لم شتات هذا الكيان الفسيح المترامي الأطراف والمتعدد الثقافات واللهجات ، يلزمنا أن نستشعر فضيلة هذا النعيم المُقيم الذي نحيا به ونُزهر ، يوم بعِظم توحيد المملكة العربية السعودية حريّ بالجميع أن يسعد به ويأنس ، فكيف بنا نحن ، ونحن قد نلنا شرف المكان والزمان ، وشرف العيش على أرض كتب أمجادها ذلك الفذّ الهُمام الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وأتباعه المخلصون الموحدون. وعلى نهجه سار ابناؤه الأجلاء من بعده ، ممن أرسوا دعائم أمننا واستقرارنا جيلاً بعد جيل ، وأسدلوا وبفضل الله علينا النعم ، وكنا خير أمة وخير وطن ..
إن وطننا المملكة العربية السعودية اليوم وفي ذكراه الثانية والتسعون يسابق الزمن ، ويتسارع في النمو والازدهار ، ويمتثلُ حباً لرؤية السعودية الجديدة ، و رؤية مليكها العادل ، و رؤية ولي عهده الشجاع محمد بن سلمان – أدامهم الله – مُذللين في سبيل ذلك كل المعوقات والصعاب. ولا أُبالغ أن قلت أن وطننا اليوم يتمخضُ وطناً جديداً ، و يُقارع كِبار الدول بإمكانيات ضخمة و طموحاتٍ شاهقة لا تعرف المستحيل ، يقودها هذا العظيم محمد بن سلمان ويسانده شعبٌ يُراهن عليه و يؤمن بهِ ويُسانده بكل ما أوتي من إصرار وعزيمة ، وها نحن نرى و وسط ذهول العالم ما تحققه السعودية العُظمى من إنجازات سبقت فيها أقرانها ، وأصبحت محط أنظار العالم ، ومثار إعجاب المُحبين وحسد المبغضين المُرجفين ..
ختاماً ، كل عام و وطننا يعانق عنان السماء عزاً وفخراً ومجدا، تدفعهُ و تُظله عناية حكومتنا الرشيدة، وتسمو به سواعد هذا الشعب الأبيّ الكريم ..
خالد أحمد شعفي
كلية إدارة الأعمال – تخصص العلوم الإدارية والمالية