Home | Jisr News

بين الرجولة والطفولة!

عبدالرحمن بن صالح الحمادي

الطالب في قسم قانون

 

يقول عنترة بن شداد مفتخرًا:

نحن الحصى عدداً ونحسبُ قومنا ***  ورجالَنا في الحرْبِ غيرَ رجال

يتبيّن هنا أن لعنترة مقاييس للرجولة يرى أن رجالَ قومه يقعون في أعلاها، بينما يدفع الشعور بالوحدة وفراق الأحبة شاعرًا آخر هو (ابن التعاويذي) إلى أن يحصر معاني الرجولة في نفسه فيقول:

وحدي على أنَّ الرجالَ كثيرة ٌ *** حَوْلِي وَمَا كُل الرِّجَالِ رِجَالاَ

والذي دفعني لاستهلال مقالتي بهذين البيتين هو أنه رغم الاختلاف حول معايير الرجولة بين أشخاص وآخرين وبين زمن وآخر؛ إلا أنّ هنالك ما أزعم أنه إجماع في كل العصور ولدى جميع الأشخاص حول أنّ العنايةَ بالطفل وإحسان تربيته وتمييز التعامل معه هو معيارٌ أساسي للرجولة الحقيقية.

ومن المصادفات العميقة أن يأتي يوم الطفل العالمي (20نوفمبر) تاليًا مباشرةً بعد يومَ الرجل العالمي (19نوفمبر). وكأنه يبعث برسالة واضحة إلى كافة الرجال بأنّ حقّهم في الاحتفال بيوم الطفل مرهونٌ بأحقيتهم في الاحتفال بهم كرجال!..

وبعبارة أخرى: فإن يوم الرجل العالمي هو لأولئك الذين يقضون يومَ الاحتفال بهم في العناية بالطفل الذي سيتم الاحتفال به في الغد!

كان الرجال في الأمس أطفالًا.. ربما لم يتم الاحتفال بهم، وربما لم يجدوا في طفولتهم ما يستحق الاحتفال؛ ولكن الرجل الحقيقي هو الذي تدفعه كافة الذكريات -مؤلمةً كانت أو سارّةً- إلى أن يعتبر الطفولةَ مرحلةً تسمو فوق كل المواقف وتَعبُر جميع الحسابات، فيُعطي الأطفال حقوقَهم من الرعاية والتربية والاستماع والتوجيه وفوق كل ذلك الحُبّ.

أخيرًا.. يقول أحد الحكماء: "من السهل أن يضحك الطفل، ومن الصعب أن ينسى". ويقول الأديب الروسي (تشيخوف): "إن الأطفال يفهمون.. يفهمون جيداً!".

الأكثر مشاهدة

ألبوم الصور

ما رأيك في التصميم الجديد لموقع صحيفة جسر؟