د. محمد ميرعالم
مشرف فرع الجامعة في جدة
الاهتمام بالعنصر البشري على رأس أولويات قادة البلاد - حفظهم الله. هذا الاهتمام لا يتم دون اكتمال الصحة البدنية والنفسية وأيضاً الاجتماعية لأفراد المجتمع، وهنا تكمن بوضوح أهمية رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع عامر مزدهر ينعم أفراده بوافر الصحة ومحيط يتيح العيش في بيئة إيجابية وجاذبة. وقد جاءت جائحة كورونا لتوضح بشكل جلي لا ينكره أحد وأشاد به الجميع مدى تكامل وتناغم جميع القطاعات الحكومية في إدارة هذه الأزمة بشكل يثبت فاعلية رؤية المملكة 2030 التي تجلت في استباقية مواجهة الأزمات.
إن إجراءات المملكة وقراراتها ليست وليدة اللحظة، بل تعتمد على معطيات وحقائق مدروسة بعناية، مع وضع متخذ القرار نصبَ عينيه حفظ صحة وسلامة المواطن والمقيم كأولوية قصوى، وكان منها قرار معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ بتعليق الدراسة حضورياً، وأن تكون الدراسة خلال الأسابيع السبعة الأولى من الفصل الدراسي الأول عن بُعد، مع إعادة تقييم الوضع في ضوء المستجدات، وفي ظل أولوية صحة أبنائنا من الطلاب والطالبات وجميع أعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية. وعلى الرغم من أن الأبعاد الصحية والاجتماعية لهذا القرار لا تضاهى، إلا أن هذا القرار قد جاء أيضاً ثقة بالمعلمين والمعلمات وقادة المدارس وأعضاء هيئة التدريس وقادة الجامعات والتدريب التقني وبقدرتهم على تحمل المسؤولية في إنجاح عملية التعليم عن بُعد. وقد جاء هذا القرار أيضا مدعوماً بيقين راسخ وثقة كبيرة بقوة البنية التحتية الرقمية في المملكة التي تعد نتاجاً طبيعياً لرؤية ولاة الأمر - حفظهم الله - للاستثمار والدعم اللامحدود لهذا القطاع ونتيجة مجهودات واستراتيجيات واضحة لتحول رقمي انتهجته المملكة منذ أعوام.