سليمان بن صالح المطرودي
يعيش الإنسان وفق مبادئ وقيم مُعينة، يطبقها في حياته اليومية، أو يسعى للوصل إليها، وهي نوع من أنواع المسارات التي يعيش في اطارها للوصول من خلالها للنجاح الذي يرومه وينشده.
فالقيم هي ما يسعى الفرد أو المجموعة أو الكيان، إلى تحقيقه في القريب العاجل أو الآجل، فهي أحد ركائز التخطيط الاستراتيجي.
وهي مهمة في حياة الفرد والمجتمع والكيانات، إذ أنها تساهم في تكوين الشخصية، واكتساب المهارات، والتحفيز على العمل، والحماية من الانحراف، والإحساس بالمسؤولية، وتحديد الأولويات، وكسب ثقة الآخرين، والقدرة على التأقلم مع الظروف المحيطة.
والقيم تختلف من فرد إلى آخر، ومن مجتمع إلى أخر، ومن كيان إلى كيان، وفقًا للأفكار والمعتقدات والانتماءات والأخلاق والثقافة وغيرها من الأمور التي يعتقدها ويؤمن بها ويسعى لتحقيقها.
ومن القيم: الصدق، الأمانة، العدل، النزاهة، الشفافية، التمسك بالقيم الإسلامية، طلب العلم، التطوع، تحمل المسؤولية، الاحترام المتبادل، وغيرها الكثير من القيم الفردية، والأخلاقية، والسلوكية، والقيم المجتمعية، والوطنية، والعالمية، وغيرها.
كما نعلم أن للقيم وظائف متعددة، منها المساهمة في توجيه وإرشاد الأدوار، وتحديد المهام والمسؤوليات، وتناسق الأدوار مما يؤدي إلى الاستمرار والقوة والإثارة والتطور للأفضل، كما أن هناك علاقة تأثر وتأثير متبادل بين القيم والمتغيرات الاجتماعية والسلوكية، وغير ذلك من الوظائف المتعددة.
وللجامعة قيمها، مثلما لغيرها من الكيانات قيم، إلا أن قيم الجامعة ربما تكون أعلى وأشمل من غيرها، لكونها كيان راصد ومتفاعل مع جميع الظواهر والأحداث، سواء للأفراد أو المجتمعات أو الكيانات من حولها، ولها دور فاعل في مواكبة كل المتغيرات والتحولات، وتحديد المسارات الصحية التي تكون في المجتمع والكيانات من حولها، لما تمتاز به من كونها كيان أكاديمي وبحثي ونظامي منضبط، قادر على التأثير الإيجابي.
ومنسوبي الجامعة السعودية الإلكترونية، من قيادات، وأعضاء هيئة تدريس، وموظفين وموظفات، وطلاب وطالبات، معنيون بالقيم التي تتبناها الجامعة، معرفة وتفاعلاً معها والتطبيق لها، والعمل وفق مسارها، حتى تتمكن الجامعة بهم جميعًا من تحقيق رؤيتها ورسالتها وأهدافها التي وجدت من أجلها، لتكون كيانًا علميًا وإداريًا وفنيًا، ووطنيًا متفردًا ومتميزًا.
للقيم مفاهيم وخصائص وأنماط وتصنيفات وأساليب ومصادر ومكونات، وغير ذلك من الجوانب المتعلقة بها، ليست تلك الشذرات محل بسطها وتفصيلها.
ولنعلم أن الإدارة بالقيم، من الأساليب الإدارية الحديثة، التي تؤدي للتميز والنجاح وتحقيق الأهداف؛ حيث أنها تقوم على قيم التعاون والرضاء الوظيفي، والعمل بروح الفريق الواحد، والجودة، والشفافية، والثقة والأمان، والشمولية والتنوع، والإبداع والابتكار، والمسؤولية الاجتماعية، والعديد من القيم التي تاجها النجاح.