أ.سليمان بن صالح المطرودي
الإجازة متنفس من روتين الحياة اليومية، وفرصة لاستعادة النشاط والحيوية وإعادة النظر ومحاسبة النفس وترتيب الأفكار والأعمال المستقبلية ... فالإجازة فريضة بشرية وجبلة إنسانية، يخلد إليها الفرد لقصد الراحة، فقد أثبتت الأبحاث والدراسات التربوية والنفسية والعلمية والاجتماعية، وكذلك الطبية المتخصصة، أن الإنسان بعقله وجسمه بحاجة إلى راحة من روتين العمل اليومي ... فضغوط العمل وتفاقم مشكلات الحياة اليومية، تجعل الإنسان يعيش في حياة رتيبة قاتلة يشعر خلالها بأنه كالآلة في تقديم برامج حياته اليومية، وبالتالي لا يشعر بحقيقة الحياة وطعمها ... لهذا فإن الإجازة هي الوقود اللازم لاستمرار عجلة النشاط الإنساني في بوتقة الحياة الدنيوية للوصول إلى الحياة الأبدية السعيدة في الآخرة – بإذن الله تعالى – ... ولن تعطي الإجازة ثمارها المرجوة إلا بعد استغلالها الاستغلال الأمثل فيما يعود بالنفع على الفرد من خلال السبل الصحيحة والسليمة... فينبغي محاسبة النفس فيما عملت في أيامها الماضية، وتصحيح المسار بسلوك الطريق المستقيم، وكذا صرفها في التعبد لله (من أداء مناسك العمرة، وزيارة مسجد رسول – صلَّ الله عليه وسلم – وصلة الرحم، وزيارة الأخوة في الله، والعمل على إزالة ما قد يقع في النفوس من غل أو نزاع، والسعي في المصالحة والسير في طريق الدعوة إلى الله، وإبداء المناصحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – كل حسب إمكاناته وقدرته – على ضوء الظروف المحيطة به، وتقديم ما يفيد الأمة الإسلامية في سبيل خدمة الدين الإسلامي الحنيف: ليجني ثمار إجازته مفعمة بالطاعة والعمل الصالح والأجر والمثوبة من الله – سبحانه وتعالى –. هذا ونسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا لقضاء أوقاتنا فيما يعود علينا وعلى أمتنا بالخير والنفع العميم؛ إنه على كل شيء قدير؛؛؛