أ.سليمان بن صالح المطرودي
أرسل لي أحد الزملاء، مقطعًا "عبر الواتس أب" بعنوان: (قوانين الاتصال الفعال) وقمت بدوري بعد مشاهدته بإرساله إلى مجموعة الأصدقاء الذين أتواصل معهم بشكل دائم "عبر الواتس أب" وهم (18) صديقًا، فكانت الردود على هذا المقطع معززة ومكملة لما ورد فيه؛ بل مؤكدة على أهمية الصلة والتواصل الفعال. السؤال: هل نُلم ونعلم وندرك قوانين الاتصال؟ والاتصال الفعال؟ أم لا؟ وإن الممنا بها، وعلمناها، وأدركناها وعرفناها، فهل نحن نطبقها في حياتنا اليومية؟ وبنسبة كم؟ للأسف الواقع يقول بأن (البعض، أو الغالبية) منا، يتجاهل كل القوانين المتعلقة بأي اتصال فعال، ويفعل قوانين اتصال المصالح والمنافع فقط! كثيرًا ما نحضر دورات في الاتصال الفعال، وندرك أهمية الاتصال الفعال، ونُلم بمهاراته وأدواته وأشكاله وعناصره واستخداماته وأنواعه، والعائد منه ومن تفعيله بشكل إيجابي على أنفسنا وحياتنا اليومية، إلا أننا "وللأسف" نعرض عن كل ما عرفنا وتعلمنا واكتسبنا من مهارات ومعلومات، ونفعل خاصية المزاجية والشخصنة على أساس الأرباح الآنية المُزيفة! نعم هناك من يجهل قوانين وقواعد وأنواع الاتصال الفعال، وهذا الجهل لا يُعفيه من الاستدراك والبحث والتعلم للحصول على ما يجهله، ليتمكن من تواصل إيجابي بينه وبين الأطراف الأخرى. من أهم وسائل النجاح في الحياة الخاصة والعامة، والحياة الوظيفية، هو القدرة على التواصل الفعال مع الآخرين، حواريًا أو كتابيًا، أو غيره من قنوات الاتصال، والنجاح في هذا الاتصال يتوقف على كيف يفسره الأخر، إذ أن الفشل في التواصل، يؤدي إلى تفسير خاطئ له؛ سينعكس بلا شك سلبًا على عملية الاتصال، وربما يؤدي إلى نتائج غير متوقعة. اتباع قواعد الاتصال وتفعيلها بإيجابية، يزيد من فعالية التواصل مع الآخرين، وبالتالي تأثيرك الإيجابي، ونجاحك في حياتك. وما أجمل أن نرتقي بتواصلنا مع الآخرين لدرجة أن "نعامل الناس كما نحب أن يعاملنا الله سبحانه وتعالى" ولا نكون من أصحاب الهمم الشحيحة، فـ "نعامل الناس كما يعاملوننا"!