د. علي العنزي
لا شك أن المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي أصبح حدثاً رئيساً في السعودية، حيث يقام هذا المعرض والمؤتمر الدولي سنوياً في منتصف شهر نيسان (أبريل) تقريباً، وبتنظيم من وزارة التعليم العالي، ويتوافد لهذا المعرض والمؤتمر مئات الآلاف من أبنائنا وبناتنا، من هم في مرحلة التعليم العالي، أو في السنة النهائية من المرحلة الثانوية، ومن مناطق المملكة كافة، وخارجها، بحثاً عن فرصة للقبول في الدراسة في الخارج، في مرحلتي الدراسات العليا والبكالوريوس، كذلك يبحث بعضهم عن فرصة عمل أستاذاً في إحدى الجامعات السعودية، محاضراً أو دكتوراً من خلال الاستقطاب أو التعاقد.تتحول أرض المعارض إلى مهرجان تعليمي، ثقافي، خلال فترة إقامة هذا المعرض والمؤتمر الدولي، فالطلاب والطالبات وأولياء الأمور يتوافدون عليه منذ افتتاحه، وحتى انتهاء فعالياته، إذ يبدأ العمل فيه من الساعة الثامنة صباحاً تقريباً، وحتى الساعة التاسعة والنصف مساءً، من دون أن تستطيع أن تحدد أن كان العدد يتناقص، بل العكس وكأن الأعداد في ازدياد دائم، وهو ما يعني أن الإقبال على فعالياته تزداد عاماً بعد آخر، إذ بلغ عدد زوار المعرض والمؤتمر الدولي الرابع في العام الماضي 476380 ألف زائر، 80 في المئة منهم من داخل المملكة، و8 في المئة من دول مجلس التعاون الخليجي، و12 في المئة من دول أخرى.تنقسم فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي إلى أربع فعاليات رئيسة هي: ندوات وورش عمل وتوقيع اتفاقات وعرض للجامعات، فالندوات وورش العمل وتوقيع الاتفاقات، أصبحت من الفعاليات المهمة في هذا المعرض والمؤتمر الدولي، إذ تتناول هذه الورش والندوات مواضيع مختلفة في التعليم العالي، مع التركيز والمتابعة لآخر التطورات الحديثة في التعليم العالي من الناحية المنهجية والتطورات التكنولوجية، ولاسيما في مجال التعليم الإلكتروني، وقد قدمت 75 ورشة علمية خلال معرض هذا العام (المعرض والمؤتمر الدولي الخامس للتعليم العالي)، منها 9 ورش متخصصة. أما الندوات العلمية فيشارك فيها خبراء ومتخصصون من مختلف المجالات، لمناقشة مواضيع تؤثر في العملية التعليمية، والتطورات الاجتماعية، ولاسيما ما يتعلق ببعض التطبيقات التكنولوجية، كمحتوى شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها في المجتمع، وغيرها من المواضيع، ذات العلاقة المباشرة أو غير المباشرة بالتعليم العالي، علماً أن شعار الندوات واللقاءات العلمية لهذا العام هو الابتكار في التعليم العالي، وهو شعار مهم وجذاب وواقعي، فالابتكارات في التعليم العالي واقع أصبحنا نعيشه لحظة بلحظة، ولاسيما مع التطورات الهائلة والمتسارعة في التقنية المعلوماتية التي قلبت الموازين في العالم، ليس على مستوى التعليم فقط، بل على المستويات التي تهم المجتمعات البشرية>يبدو أن عدد المشاركين لهذا العام بلغ أكثر من 450 جامعة ومؤسسة تعليمية عالمية ومحلية، بحسب ما هو مشار إليه في مطبوعات المعرض والمؤتمر، إذ إن هناك 58 جامعة وكلية محلية (حكومية + أهلية)، منها 25 جامعة حكومية، يضاف لها ثلاث جامعات أُنشئت أخيراً، وستشارك في العام المقبل إن شاء الله، و9 جامعات أهلية و27 كلية أهلية، تتفاعل في ما بينها، وكذلك مع الجامعات والمعاهد والمؤسسات العالمية التعليمية.المعرض والمؤتمر الدولي الخامس للتعليم العالي لهذا العام يأتي استكمالاً لأربع فعاليات أقيمت في السعودية، إذ وُقّع خلال الدورات الأربع الأولى 98 اتفاقاً دولياً بين الجامعات السعودية وجامعات عالمية، وقد كان عدد الدول المشاركة في الدورة الرابعة للمعرض في العام الماضي حوالى 36 دولة، أما العارضون فكان عددهم في الدورة الرابعة أيضاً حوالى 490 عارضاً، والجامعات والمعاهد الدولية كان بلغت 438 معهداً وجامعة. أما هذا العام فازداد العدد، وهو ما يعني أن هذا المعرض بدأ يكسب زخم وجمهور عند إقامته.يعتبر هذا المعرض فرصة للجامعات المحلية، كي تلتقي، بدل اللقاءات الثنائية المجدولة، فخلال المعرض تشاهد مديري الجامعات السعودية، يجتمعون في أجنحة جامعاتهم، وفي أحيان كثير تكون هذه اللقاءات جماعية، وليست ثنائية، فذكر لي مدير الجامعة السعودية الإلكترونية، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى، خلال أحد هذه الاجتماعات، أن وزارة التعليم العالي اشترت الرخصة الدائمة لنظام التعليم الإلكتروني Blackboard، مشتملاً على التطوير والتحديث والترقية لهذا النظام، موكلة للجامعة السعودية الإلكترونية منح الرخص للجامعات مجاناً، والاستضافة باستخدام أحدث تقنيات الحوسبة السحابيةCloud Computing، وهو ما سيقلل من تكاليف إنشاء أي بنية تحتية في الجامعات، ولاسيما الناشئة منها. كما ستتولى الجامعة متابعة عمليات التشغيل والصيانة وتدريب الكوادر السعودية على هذا النظام، من دون أي تكاليف على الجامعات، موفراً على موازنات الجامعات، وحاداً من الهدر في الموازنة العامة للدولة، لذلك أقامت الجامعة ورشة عمل تعريفية للجامعات الحكومية السعودية، بهذا المشروع الوطني وكيفية استفادة الجامعات منه، وجميع المقررات التي طورتها الجامعة السعودية الإلكترونية، ستوفرها للجامعات السعودية لاستفادة منها في برامجها التعليمية.لفت نظري الشعار المصور في ملصقات المعرض، وهو لصورة الكرة الأرضية، وهي بين يدي إنسان، وهو معبر عن هدف هذا المعرض ورؤيته، وفعلاً يعكس هدف هذا المعرض والمؤتمر، وهو جلب العالم بين يدي طالب العلم في المملكة العربية السعودية، فشكراً لوزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ولكل القائمين على هذه التظاهرة العلمية. *منقول من صحيفة الحياة رابط المقال:http://alhayat.com/Opinion/Ali-Al-Anzi/1880821