أ.سليمان بن صالح المطرودي
تغريدة: "التكريم يعني الكثير وله آثار إيجابية كثيرة، ويغني عن معالجة سلبيات أكثر.
فمتى كان الوعي بهذه الآثار، تحقق الكثير من التطور على مستوى المنظمة".
عزز ديننا الإسلامي الحنيف شيم النبل والوفاء، وقيم التقدير والعرفان، والسجايا الراقية في مكارم الأخلاق، التي قال عنها حبيبنا – صلَّ الله عليه وسلم – : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ومن مكارمها الشكر "من لا يشكر الناس لا يشكر الله".
فكل الشكر والتقدير لصحيفة "جسر" هذه اللفتة الرائعة وغير مستغربة منها، وللقائمين عليها وفي مقدمتهم الأخ الأستاذ/ سلطان بن محمد الصالح، مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام، بالجامعة السعودية الإلكترونية، هذا التكريم الذي خصوني به (يوم الاثنين ٢٧/١٠/١٤٣٧هـ؛ بتكريمي لمساهمتي في إثراء الحركة الثقافية بالصحيفة من خلال المشاركة في مختلف أبوابها وأقسامها) "وإن كنت لا انتظر هذا التكريم فأنا ابن الجامعة" وهو يأتي امتدادًا لحرص مسؤولي وقيادي الجامعة، وعلى رأسهم سعادة مدير الجامعة الأستاذ الدكتور/ عبدالله بن عبد العزيز الموسى، على شكر وتقدير كل فرد متميز من منسوبي الجامعة ودعمه للرقي به بما ينعكس إيجابًا عليه أولاً ثم على أدائه الوظيفي وعلى الجامعة بشكل عام.
قصة:
في عام ٢٠٠٤م؛ كنت موفدًا للعمل خارج المملكة، وكنت أشرف على ما يربو على عشرين موظفًا "محليًا" وفي احدى الليالي ذهبت مع أحد الزملاء إلى "مقهى استار بكس" القريب من مقر سكني، ولحظت في لوحة الإعلانات داخل المقهى، صورة الموظف المثالي لهذا الشهر من نفس الفرع، وصور العاملين المثاليين في الفروع الأخرى لنفس المدينة، وبينما أنا أحدث زميلي عن إعجابي بالفكرة وأشير للصورة؛ جاء أحد العاملين بالمقهى وعرف بنفسه بأنه هو صاحب الصورة وهو المثالي لهذا الشهر، وأنها لم تكن الأولى، وأخذ يتحدث عن نفسه ويعبر عن فرحته بهذه اللفته من الإدارة .........
قلت له: لو زادوا مرتبك أو صرفوا لك مكافأة لكان أفضل لك، فقال: لا، بل هذه أحب لي من المال!
وسألته: لماذا؟
قال: بالمكافأة وزيادة الراتب، لن يعرفني أحد، أما الآن فصورتي هنا وفي جميع الفروع بالمدينة، وأسعى أن أكون الموظف المثالي على مستوى "استار بكس" عالميًا!.
وقتبست الفكرة وطبقتها في مقر البعثة على الموظفين تحت إشرافي؛ فكانت المفاجأة أنهم صاروا يحضرون أسرهم لرؤية صورهم المعلقة في لوحة الإعلانات في صالة الانتظار، ويلتقطون الصور التذكارية معها؛ بل انعكس ذلك على أدائهم وزاد في انتاجيتهم، ولم يكلفني ذلك شيئًا إلا طباعة ورقة مقاس "A3" فيها صورة الموظف، وبيانات مختصرة عنه، وعبارة شكر له.
للتكريم أهمية كبيرة في حياة أي إنسان، وليس الموظف فقط، لما له من أثر إيجابي، وأبعاد متعددة، متى جاءت بعد البذل والعطاء والجهد والتعب والنصب، الذي ينتهي بالتكريم، وما يصاحبه من مشاعر تقدير وامتنان صادق من أوفياء ثمنوا له ما قدم من أعمال وجهود وتضحيات.
التكريم نافذة لزرع روح التنافس، وبث روح الحماس والجد والعطاء، ويعزز الدافعية لدى الجميع لما يحقق المصلحة العامة في نهاية المطاف.
ولن تنتهي الحكاية بـ"التكريم" بل ستتعداه إلى المزيد من العطاء والتطور والنما، متى أحسنا تقدير الجهود، وبادرنا لتقدير المُجد، وتمييز العاملين الأوفياء الموالين للمنظمة، الباذلين لتحقيق رؤيتها وأهدافها وتطورها وتوسعها في الحاضر والمستقبل.