أ.سليمان بن صالح المطرودي
نحمد الله على تمام نعمة أيام منحنا – سبحانه وتعالى – فيها راحة البال، لم ينكدها سقم وألم، وسعادة لم يفسدها هم وحزن، وقد نعمنا فيها بما يسر الخاطر ويشرح الصدر – ولله الحمد والمنة –.
العود أحمد؛ بالعودة للحياة المنتظمة والمجدولة، مليئة بالجد والاجتهاد والإيجابية والفرح والتفاؤل.
بعد الإجازة، يجد البعض صعوبة في التأقلم مع الحياة الجديدة؛ وهذا أمر طبيعي، عند المرور بأي مرحلة انتقالية، ويجب حسن التعامل معها بكل حكمة وتهيئة نفسية وبدنية.
هاجس الكثيرين هو الاستعداد لليوم الأول من الدراسة، وكيفية بداية العام الدراسي، وتكوين الأصدقاء، وتأمين المستلزمات المدرسية، وغير ذلك من الأمور التي اعتدنا عليها مع بداية كل عام.
نعم التهيئة والاستعداد مطلوب، إلا أن هناك أمور مهمة قد نغفل عنها مع الانشغال بالتهيئة والاستعداد، ومن هذه الأمور:
أهمية التخطيط وتنظيم الوقت .... بتحديد أهداف نسعى لتحقيقها خلال العام، ووضع جدول زمني لحياتنا اليومية، حتى نستثمر الوقت بشكل إيجابي، ينعكس علينا بالهادف والمفيد في مختلف شؤون حياتنا؛ كتحديد مواعيد النوم والاستيقاظ، والمذاكرة وأداء الواجبات، والقراءة الحرة، والراحة والزيارات، وممارسة الهوايات، وغيرها مما نشغل به أوقاتنا، وخير ما ينظم أوقاتنا هو الصلاة والمحافظة عليها في أوقاتها، وعدم التكاسل عنها أو تأخيرها عن وقتها.
الاهتمام بالمخبر قبل اهتمامنا بالمظهر، بالتخلق بالأخلاق الفاضلة والحسنة، من الصدق والوفاء والإيثار وحب الخير للناس، وحفظ اللسان من فاحش القول والزور، والتسامح واللين، والرفعة وسمو الأخلاق، لنكون بمظهر خارجي حسن، وداخلي أحسن، يبرز من خلال أقوالنا وأفعالنا وتعاملاتنا.
الاستفادة من التجارب السابقة لنا ولغيرنا، وأخذ الإيجابي منها، وتجنب التجارب السلبية، ليكون التفوق والنجاح هدف أساسي لنا، نسعى لتحقيقه بكل جد واجتهاد.
ولندرك أن دورة الحياة مهمة، واستغلال تنوعها مطلب أساسي للفوز بها، والدراسة مرحلة من مراحلها التأسيسية التي نحتاج إليها، فالعناية بها واجبة، والإنسان الناجح هو من ظفر بتربية متميزة، وتحصن بقيم راسخة، وحاز على تعليم عالي.
وفق الله الجميع، وسدد أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات، وأعانهم للفوز والنجاح في هذه المرحلة المهمة من مراحل حياتهم، كما نسأله أن يحفظ بلادنا المملكة العربية السعودية، من كيد الكائدين، وحقد الحاقدين الذي يتربصون بنا الدوائر، في ظل قيادتنا الرشيدة، ووفق رجال أمننا لكل خير به حفظ الأمن والأمان والاستقرار لوطننا الغالي.