أ.سليمان بن صالح المطرودي
تغريدة: "للموظف حقوق، وعليه واجبات؛ لكن هل يعرف حقوقه الوظيفية؟ وهل يعرف واجباته الوظيفية؟ كما يعرف بعض الحوافز التي أشغل نفسه ومنظمته للحصول عليها وهو قد لا يستحقها!".
على الموظف واجبات وظيفية متعددة، حسب وظيفته وموقعه الوظيفي، ودرجته الوظيفية، في المقابل له حقوق ومزايا مالية وإدارية، إلا أن قليل من الموظفين من يعرف واجباته، وكذا حقوقه؛ وإن كان يلم ببعض الحقوق، إلا أنه أشغل نفسه وإدارته ورئيسه ومرؤوسيه بطلب مزايا مالية وإدارية لا يستحقها، ويبحث عن الطريقة التي يحصل بها عليها حتى دون أي وجه حق، يخوله للحصول عليها.
الجهات "وزارة الخدمة المدنية – وزارة العمل والشؤون الاجتماعية" وغيرها من الجهات المعنية بالموظفين في القطاع العام والخاص، أصدرت وتصدر العديد من الأنظمة والتنظيمات واللوائح والأدلة المعرفة والمرشدة إلى تلك الحقوق والواجبات المتعلقة بالموظفين، في مختلف الوظائف والمهن، إلا أن الغالب منهم لا يطلعون عليها، بل يضيعون أوقاتهم وحقوقهم، ويفرطون بواجباتهم الوظيفية، وهم يتناقشون فيما بينهم بالحقوق دون الواجبات، ويفتي بعضهم للبعض دون علم أو إلمام بتلك الحقوق، حتى ضاعت حقوق الكثير منهم، وأضاعوا واجباتهم الوظيفة؛ بل عطلوا عجلة الإنجاز في منظماتهم التي يعملون بها، وهم يتجادلون حول "سراب".
عزيزي الموظف ...
عزيزتي الموظفة ...
اطلاعك على الأنظمة والتنظيمات واللوائح والأدلة التعريفية والإرشادية، للواجبات والحقوق الوظيفية، دليل وعيك، وسر نجاحك، ودافعك للرقي والترقية، وعزوفك عنها سيجعلك متوقف مكانك، متقوقع على القيل والقال، وضياع أبسط حقوقك.
مثال: حتى تترقى في وظيفتك؛ هناك ضوابط وشروط ومتطلبات، لابد من تحقيقها للحصول على الترقية؛ فهل تعلم ما هي؟
قصة: أحد الموظفين في أحد الجهات الحكومية "وأمثاله كثيرون" كان لا يحضر الدورات التدريبية "معتمدًا على حسن علاقاته بالمسؤولين، وشعاره: إما دورة خارجية وإلا فلا!" وبعد أن صدرت الترقيات، "وطارت الطيور بأرزاقها" عض أصابع الندم، لأنه فرط بالكثير من الفرص التدريبية التي أتيحت له، وعزف عنها بحجة "أنه لا قيمة لها؛ خاصة الدورات الداخلية التي لا انتداب ولا عائد مادي منها" وللأسف أن هذه الحالة تتكرر كثيرًا، وفي كثير من القطاعات؛ والسبب بسيط للغاية، وهو عدم الاطلاع على الأنظمة واللوائح، والجهل بها، وعدم الإلمام بالمسار الذي يجب أن يسلكه للوصول للهدف.
والاطلاع والمعرفة، لا يعني حفظ هذه الأنظمة واللوائح؛ وإنما الإلمام بأبسط أبجديتها، والرجوع إليها متى تطلب الأمر ذلك، بما يكفل أداء الواجبات على الوجه الذي تبرأ به الذمة، وإدراك الحقوق بالوجه المشروع، والحصول على المزايا والحوافز باستحقاق واقتدار.
ختامًا ... لنتذكر أن الاطلاع والمعرفة أحد بوابات تطوير الذات والطريق الموصل للنجاح.