أ.سليمان بن صالح المطرودي
خلال الأيام الماضية تابع الجميع صدور نظام الجامعات السعودية الجديد، الذي جاء تلبية لطموحات وطنية، لاستمرار تحقيق النهضة والريادة للجامعات على المستويات العلمية والعملية والبحثية والأكاديمية، والمساهمة في رفع مستوى الأداء العلمي والأكاديمية والبحثي، وخدمة المجتمع، من خلال البرامج التي تعنى بتقديمها تلك الجامعات، استجابة لاحتياجات سوق العمل، ومواكبة عجلة النهضة والتقدم التي تعيشها المملكة وصولاً لرؤية 2030 الوطنية التي يرومها الجميع.
إلا أنه مع صدور أي نظام جديد، نجد من يسعى لإبراز نفسه من خلال الحديث عن النظام من غير علم أو فهم أو إطلاع عليه وعلى وأهدافه، ليتحدث من منظوره القاصر، وأفقه الضيق عن النظام بكل سلبية، بتصاريح نارية تخالف روح النظام ونصه، أو يتحدث عن أمور لم يتطرق لها النظام ولم ترد فيه أصلاً، ليحدث بذلك بلبلة، وإشاعة إشاعات مغرضة تسيء له ولغيره، دون أن يعي أو يُدرك أبعاد ما يتحدث عنه ويصرح به، فكل ما يهمه هو البروز والنقل عنه وكأنه واضع النظام!.
من مُلمات مواقع التواصل الجرأة بالكذب ونشر الإشاعات المغرضة، وإبداء الآراء الخاطئة، والأقوال الشاذة والمنحرفة، والعمل على تمريرها على أنها حقيقة، وهي كذب محض، أريد به إفساد عظيم.
ومن المؤسف أن نجد من يتداول ويتناقل تلك الأحاديث والإشاعات والأكاذيب من قنوات التواصل الاجتماعي، ومن معرفات مجهولة، أو بأسماء وهمية (غير موثقة) أو من مأجورين ناقمين على بلادنا، على أنها حقيقة ومعلومات دقيقة من مصدر موثوق، وتحليلات ذات بعد استراتيجي، فيتلقفها بالرضا والقبول والتصديق البعض؛ بل ويبادر إلى نشرها وترديدها في قنوات التواصل والمجالس، دون فحص وتمييز وتأكد من صحتها ومصداقيتها ومعرفها مصادرها.
وحتى لا نقع فريسة سهلة، ولقمة سائغة، يجب علينا أن نعي وندرك أن مواقع التواصل الاجتماعي باختلافها، ليست مصدر موثوق للمعلومة، ولا مرجع للمعرفة، وإنما المصادر هي الجهات المخولة ذات الاختصاص والمرجعية الموثوقة والمعتبرة رسميًا.
وإننا على ثقة بأن النظام الجديد للجامعات، وغيره من الأنظمة، لا تصدر عبثًا، بل هي تمر بمراحل من الإعداد والدراسة والمراجعة، وفيها بعد النظر لما فيه خير ومصلحة الوطن والمواطن – بإذن الله تعالى – وتهدف بالجملة إلى إحداث نقلات نوعية، وتحولات استراتيجية، للنهوض بمكانة المملكة العربية السعودية عالميًا، على مختلف الأصعدة.
حفظ الله بلادنا المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – وزادها رفعة وعلوًا، وشعبها الأبي الوفي يرفل بثياب النهضة في كافة الميادين.