"‏قولك وفعلك هو إنعكاس لثقافتك،‏وليس شهاداتك، ولا عدد الكتب التي قرأت ولا حتى ألفت!"

كثيرون هم مدعي الثقافة، وكثيرًا ما يستشهدون بعدد الكتب والروايات والقصص والمجلات التي قراؤها، أو التي ألفوها، أو نشروا فيها، أو بالشهادات التي حصلوا عليها، ويتفاخرون بها في كل شاردة وواردة!

ومتى نظرت لواقعهم، أبصرتهم للجهل أقرب "إن لم يتبرأ الجهل منهم أحيانًا" لما يصدر منهم من سقطات لفضية وسلوكية، هي أبعد ما تكون من الثقافة؛ وإن صحت أن تحمل مسمى ثقافة فهي ثقافة "شوارع" لا ثقافة علم وأدب وتربية أسرية ومجتمعية راقية ورزينة.

فحري بالإنسان أن يزن ثقافته بميزان سلوكه وقوله وفعله، لا بميزان ما يحمل من كتب وروايات وأشعار وحكم وغيرها، وهو لا يستفيد منها (كمثل الحمار يحمل أسفارًا) فقط يثقل لسانه بترديد عناوينها في كل مجلس "وشتان بين الحامل والمحمول".

وتظل التربية والثقافة والأدب، أجمل ما يضيء لنا الطريق لغد واعي ...