كثيرًا ما نقرأ عن الإبداع.
وكثيرًا ما نكتب عن الإبداع.
وكثيرًا ما نتحدث عن الإبداع.
وكثيرًا ما نحضر دورات تدريبية، وورش عمل، حول وعن الإبداع.
ولكن!
واقعنا قد يكون خاليًا أو بعيدًا عن الإبداع في كثير من الأحيان!
سؤال:
هل نمارس الإبداع في حياتنا؟
وهل جعلنا الإبداع هدف من أهدافنا؟
أم أننا ندندن على وتر الإبداع من أجل مواكبة التيار المتغني به ليس إلا؟
كثير من القيادات والأفراد في الواقع الوظيفي – للأسف – يخشون الإبداع والمبدعين!
فالقيادات يخشون المبدعين خوفًا منهم على مواقعهم، ويتجنبون التعامل معهم بقدر الإمكان، ولا يستعينون بهم إلا في الظلام؛ لسرقة إبداعاتهم والخروج بها للعالم، حتى يقال عنهم مبدعون.
بل أن من القيادات الإدارية من يعمل على البحث عن المبدعين؛ لا ليكتشفهم ويدعمهم ويجذبهم للمنظمة التي ينتمي لها؛ بل ليكتشفهم من أجل قتل روح الإبداع فيهم ومحاربتهم والقضاء عليهم، لأنه ينظر إليهم بنظرة سلبية، ويعتبرهم أحق منه في الموقع الذي يتقوقع عليه بكل جمود وروتين التملك والسيطرة.
العالم اليوم يسير نحو التكتلات والاندماج والتجمعات المؤسساتية العملاقة، التي تقوم على الإبداع المؤسسي، من أجل القوة والتقدم والنهوض بالمخرجات والأمم، بإذكاء روح القدرات الإبداعية فيها.
تتوفر لدى مؤسساتنا كل الإمكانات والمقومات التي تمكنها من الإبداع والعمل المؤسسي الإبداعي "أو على الأقل معظم تلك المتطلبات".
فهل يوجد من يقود زمام المبادرة الإبداعية من داخل تلك المؤسسات الوطنية المختلفة؟
ولماذا أذهب بعيدًا، فلماذا لا تكون الجامعة السعودية الإلكترونية، في مقدمة المؤسسات الإبداعية، لتقود العمل المؤسسي الإبداعي في المملكة؟
فالجامعة تمتلك كافة مقومات الإبداع، ومدير الجامعة أ. د. عبد الله بن عبد العزيز الموسى، شعلة في هذا الميدان؛ فلا ننتظر منه إلا أن يعلن عن تدشين "إدارة الإبداع" لتعنى بالعملية الإبداعية وانطلاقتها داخل الجامعة؛ ولتكون منارة إبداعية للمؤسسات الحكومية الأخرى في مملكتنا الحبيبة.
وتتولى تلك الإدارة وضع المعايير والأسس والمنهجية التي يجب أن يكون عليها العمل المؤسسي الإبداعي داخل الجامعة، للقضاء على الدورات المستندية الروتينية، وتحويلها لدورة مستندية إبداعية، وكذا الإجراءات التنفيذية للوائح والأنظمة، وأتمتت كامل أعمال الجامعة، وإن لم يكن كلها فعلى الأقل جلها.
تفعيل صندوق أو نظام الشكاوى والمقترحات، والاهتمام والعناية به وفيما يرد عليه، وتخصيص بريد إلكتروني لذلك، وتحويله إلى بنك للمعلومات الإبداعية، يتم من خلاله جمع كل الأفكار والمقترحات والملحوظات لدراستها وتحويلها إلى مشاريع عمل إبداعية، تخدم العملية التعليمية والأكاديمية والإدارية في الجامعة.
ووضع الآلية التي تعنى بالموارد البشرية وتنميتها التنمية الإبداعية.
واستحداث عدد من الجوائز المحفزة للإبداع؛ مثل:
- جائزة للموظف المبدع.
- جائزة لعضو هيئة التدريس المبدع.
- جائزة للقيادي المبدع.
- جائزة للإدارة الإبداعية.
-جائزة للفرع المبدع.
ويتم وضع شروط وضوابط ومعايير وأسس واضحة ومحددة للحصول على تلك الجوائز.
وغيرها من الجوائز والمحفزات والبرامج والأعمال، التي تدعم الإبداع وتصنع المبدعين وتساهم في خلق بيئة عمل إبداعية.
ليتحقق بذلك الإبداع الأكاديمي والفني والإبداع الإداري في الجامعة؛ خاصة في ظل توفر الكوادر البشرية المبدعة، والإدارة الداعمة للإبداع على مستوى الأفراد والمجموعات والكليات والإدارات والجامعة برمتها، وتتحول الجامعة من العمل الروتيني التقليدي القاتل للإبداع، إلى صرح يخلق الإبداع المؤسسي، وبيئة حاضنة للإبداع والمبدعين، في بوتقة إبداعية متأصلة متكاملة، لتكون محط أنظار الجميع ومحور اهتمامهم.
وتكون الجامعة السعودية الإلكترونية بذلك محققة لرؤيتها ورسالتها المجتمعية والوطنية بالإبداع.