Home | Jisr News

جريمة حرب !

أ.سليمان بن صالح المطرودي

تغريدة:

"‏استخدام الجوال والاستهانة بحزام الأمان ‏جريمتا حرب برعاية الاستهتار وعدم المبالاة !!!"

تفجعنا وسائل الإعلام بما تصدره المنظمات الدولية عن عدد القتلى والمصابين والمشردين حول العالم جرى الحروب الطاحنة، وما تصنفه منها من أعمال عسكرية لجرائم حرب ترتكب ضد الإنسانية عامة والمدنيين خاصة.

ونتفاعل معها جميعًا بالإدانة والشجب والاستنكار، والضغط على المنظمات والدول لإيقاف هذا النزيف من الجرائم والدماء المرتكبة ضد البشرية؛ وليس عنا ببعيد المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه الأعزل، والأرقام الفلكية لعدد القتلى والجرحى، وما نتج عنها من تشريد للشعب داخل وخارج وطنهم.

ونغفل كثيرًا عن جرائم الإبادة التي تفتك بشبابنا وأسرنا وممتلكاتنا يوميًا، في شوارعنا وبيننا، الناتجة عن استهتار قائدي المركبات داخل المدن وخارجها؛ بسبب استخدام الهاتف المتنقل وبرامج التواصل أثناء القيادة، مع الاستهانة بربط حزام الأمان، وقيادة المركبة بسرعة جنونية وطائشة!

التقارير الصادرة عن المرور والصحة مفجعة لما تحتوي عليه من أرقام شبه خيالية لعدد الوفيات يوميًا، وعدد الإصابات البليغة، وحجم الخسائر في الممتلكات الخاصة والعامة بسبب الحوادث يقدر بميزانيات دول؛ فكيف لا ترتقي إلى جرائم حرب؟

إذا كان المعيار بعدد وحجم الخسائر البشرية والمادية والبيئية، فإنها تفوق جرائم الحرب، والفارق أن الأولى تقودها جيوش عسكرية، والثانية تقودها جيوش من المستهترين بالأنفس والأنظمة وعدم المبالاة بما ينتج عن جريمتهم من وفيات وخسائر مادية ومعنوية ونفسية وبيئية، وتشريد أسر وأرامل وأيتام وحقوق ومفاسد لا يعلمها إلا الله !!

لتأتي أسابيع المرور المحلية والخليجية والعربية والعالمية، نوافذ ومنابر تذكرنا بأهمية الاستفادة من المركبات ووسائل النقل والطرق بأمن وأمان لنعود لبيوتنا ونسعد بأسرنا وأطفالنا ونزرع الابتسامات على محياهم.

لنعلم أن قرار إيقاف هذا النزيف من إزهاق الأنفس هو قرار بأيدينا لا بيد غيرنا!

ويظل النظام والتقيد بأنظمة المرور واحترام الآخرين، مصباح يهدينا لطريق السلامة والصحة والأمن والأمان ....

الأكثر مشاهدة

ألبوم الصور

ما رأيك في التصميم الجديد لموقع صحيفة جسر؟