أفنان احمد الفضل
في الأسبوع الثاني من بداية عامنا الدراسي وبعد أن اتضحّت الصورة لدى أغلبية طالباتنا المستجدات (طالبات السنة التحضيرية) فيما يخص المعلومات التي يستوجب عليهن معرفتها؛ لشقّ طريقهن نحو التخصص، سألتني إحداهن بذهول هل صحيح ما قاله لنا مدير الجامعة في اللقاء السنوي مع الطلاب أنه"لو لقينا معلم يشرح طردناه"! وكأنها تقول من إذًا سيشرح لي قواعد اللغة الإنجليزية كلها؟ ومن سيعلمني القراءة والكتابة وجمع الكلمات ومن سيترجم لي معانيها؟! من سيقوم بهذه المهمة إن لم تكن أنتِ أيتها المعلمة؟ أليس هذا دورك يا معلمة اللغة الإنجليزية؟
إنّي لا أستغرب هذا الرفض والانكار من طلاب تعودوا منذ الصغر بأن يتمّ تلقينهم بالمعلومات ثم يستلموها مطبوعة على ورق؛ ليقع على عاتقهم مجرد نسخها في عقولهم لفترة تُحدد مدتها بزمنٍ تنتهي فيه هذه المعلومات بانتهاء ما يسمى الاختبار النهائي، وكيف لي أن أستنكر ذلك وقد كنتُ يومًا ما أحد هؤلاء الطلبة!
إنّ آلية التلقين التي اعتدناها في التعليم هي آلية باتت تشكل جزءًا ماضيًا من حياة الطالبة الجامعية؛ وقد أثرت على ذواتنا الحيّة بالسلب والنقص. أما الآن فأنتِ في مرحلة تتجاوز مجرد تعبئة الذاكرة بالمعلومات فقط داخل الفصل الدراسي. فأنتِ مُطالبةٌ بالبحث عن مصادر المعلومات وفتح المجال لعقلكِ للإبداع والتفكير؛ لتفتحي آفاق جديدة لنفسكِ تجعلكِ عقلًا متحررًا من قيود التلقين ذا شخصيةٍ وفكرٍ مستقل. فالتعلم دون فكر عمل ضائع، والفكر دون تعلم أمر خطر.
إنّ كلمة مدير الجامعة هي المختصر المفيد للفكرة التي نُحاول وما زلنا نُحاول إيصالها لطالباتنا، وهي أننا هنا لنعلمكِ أيتها الطالبة كيف تتعلمين، وبذلك فإنك تكسبين بدلًا من الدرس الواحد عشرات الدروس أو ربما المئات منها. فبدلًا من أن نُضيِّع وقتكِ الثمين أيتها الطالبة أمًّا أو زوجةً عاملة بشرح قاعدة المضارع المستمر((the present continues tense فإنّنا ندلكِ إلى الطريقة التي من خلالها يمكنكِ فهم قاعدة كل أزمان اللغة الانجليزية؛ لندع لكِ حرية اختيار المكان والزمان لتعلمها، وبذلك نحن لا نقدم لكِ سبيكة ذهبية واحدة أو اثنتين بل نقدم لكِ ما هو أثمن من ذلك. إنها الخريطة نحو صندوق الكنز الذي يكون مفتاحه هو إدراكُكِ ووعيُكِ بطريقه التعلم وليس التعلم فقط، والتي تُحفز على الإبداع لا على منع الإبداع، والتي لا تقف عند فصل دراسي أو كتاب أو حتى معلم. فتعلمكِ بنفسكِ هو جواز سفركِ إلى المستقبل؛ فاصنعيّه.