أ.سليمان بن صالح المطرودي
كثيرة هي الكلمات، ذات الحروف المنمقة، والأصوات الرنانة. لكن قليلة هي الكلمات ذات المعاني الصادقة. قليلة هي الكلمات التي تحمل روحًا داعمة، ترفع المعنويات، وتشحذ الهمم. قليلة هي الكلمات التي تلامس كل الجروح؛ بل وتكون بلسمًا شافيًا لها – بإذن الله –. قليلة هي الكلمات التي تستحضر الماضي لتنعم به في الحاضر، وتستشرف من خلاله المستقبل. قليلة هي الكلمات التي ترى الأمور من جوانب وزوايا متعددة، وتزن الأمور بميزان العقل والثبات على الحق. قليلة هي الكلمات التي تنطلق حروفها من خارج الصندوق، لترسم الشمولية في معانيها ومقاصدها. وفي الكلمة الأبوية، الوطنية، السياسية، الاقتصادية، الثقافية، التعليمية، الصحية، الإقليمية، العربية، الإسلامية، العالمية، التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله وأيده بنصره وتوفيقه – تجلت كل المعاني السامية؛ فهي كلمة شاملة لكل مناحي الحياة وجوانبها، نابعة من موقع استشعار المسؤولية، وثقل الأمانة، ووجوب النظر للأمور بعين ثاقبة، والسير نحو المستقبل بخطى جادة صادقة، وبعزيمة وهمة عالية. وتمثل هذه الكلمة ميثاق شرف يوثقه القائد المسؤول على نفسه وبخط يمينه، ليحمله على صدره أمام شعبه، ليكتمل به ميثاق المحبة وصدق الولاء، وتتأكد عُرى الترابط بين الراعي والرعية، وتتحقق أواشج اللحمة الوطنية بأسمى معانيها على أرض الواقع. كيف لا؟ وقد لامست كل أمر يتطلع إليه المواطن، ووضعت النقاط على الحروف في تحديد احتياجاته وأولوياته لعيش بحياة كريمة، وينعم برفاهية راقية. بل تجاوزت تلك الكلمات الحدود، لتلامس هموم الشعوب العربية والإسلامية، وفي مقدمتها هم الشعب الفلسطيني وقضية المسجد الأقصى الأسير، وأوضاع إخواننا في سوريا والعراق واليمن وغيرها من البلدان العربية التي تعاني ويلات الحروب والفرقة والشتات، مؤكدًا – أعزه الله ونصره – التزام المملكة الواضح والصريح بمحاربة التطرف والإرهاب بكل صورة وأشكاله، أيًا كانت مسمياته، ورفض العنصرية والطائفية النتنة، وكل مظاهر الخلاف والفرقة بين الأشقاء، والغاية هي التضامن العربي والإسلامي، وتنقية الأجواء من الشوائب التي تكدر صفوها، وتوحيد الصفوف وجمع الكلمة لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بها، داعيًا – حفظه الله – إلى انتهاج الحوار مسلكًا لحل الخلافات، حتى ينعم الجميع بالأمن والأمان، ويكون الاستقرار والرخاء للشعوب. رؤية القائد عندما تكون واضحة المعالم والأهداف، يكتب لها – بمشيئة الله – النجاح، وستتقدم الأمة وتتطور في كل مجالات الحياة، وفي مقدمة أركان التطوير هو سلامة فكر المواطن السعودي؛ وتطويره بالعلم والثقافة المستمدة من الشريعة الإسلامية السمحة. حفظ الله بلادنا من كل سوء، ورد كيد الأعداء في نحورهم، ووفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لكل خير، وشد عضده بسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي لعهد – حفظهم الله جميعًا ووفقهم وسددهم لكل خير –.