أ.سليمان بن صالح المطرودي
هكذا هي دورة الحياة بين ليالي وأيام وأسابيع وشهور وأعوام، تمضي سريعًا، لا تستأذن أحد عند انقضائها. وبين نهاية عام وبداية عام آخر، محطة توقف يتوقف فيها المرء لمراجعة ما أودع وما قدم في السنة المنقضية، وما يعزم على إيداعه في السنة المقبلة. فاختلاف الناس في استقبال العام؛ بين محاسب لنفسه على تقصيره فيما فرط من أوقات، وبين مدقق فيما أنجز من استثمارات وإنجازات وإبداعات، وبين عاكف على إعداد وتصميم طابع خاص لأعماله في السنة الجديدة، وأمنيات يحددها أهدافًا له، ويجتهد في العمل لتحقيقها، بون شاسع وكبير، والسعيد من وفق للفوز بقطف السنة المنتهية، ليستقبل السنة الجديدة بكل فرح وسرور. ومن الطوابع الخاصة بالسنة الجديدة التي يسعد بها الإنسان في حياته الدنيوية والأخروية، طابع التوبة لله وتقواه في السر والعلن، فما أجمل زاد الإنسان عندما يكون تائبًا متقيًا لله في كل أعماله وأقواله ولحظات حياته، وطابع التفاؤل، فما أجمل أن نعيش بالتفاؤل والأمل، وطابع استغلال الوقت والحفاظ عليه بوضع جدول زمني للأعمال التي يتوق الفرد لإنجازها خلال العام، فيستغل كل اللحظات دون إفراط أو تفريط، وطابع الأهداف المحددة بعينها، والتي تنقل صاحبها من هامش الحياة إلى أصحاب البصمات والتواقيع التي تؤثر على الخارطة في الحاضر والمستقبل، فما أروع أن تكون عضوًا فاعلاً في الحياة، وطابع التحلي بالأخلاق العالية الحميدة والعلاقات الإنسانية الفاعلة، والتخلص من كل خلق ممقوت ينفر منه أصحاب الهمم العالية، وطابع الشعور بالآخرين والتألم لآلامهم، والإيجابية في كل موقف تكون فيه دقات القلب إنسانية، فلا خير بقلب لا ينبض لنبض آهات أي محتاج إليه، وطابع المواطنة الصادقة، وحب الوطن وعدم المزايدة عليه، وصدق المشاعر اتجاهه في كل لحظة وحين. نسأل الله أن يجعل هذا العام عام خير وبركة، وأن يحفظ بلادنا من شرور الأعداء. شذرات بقلم أبي عبدالعزيز سليمان بن صالح المطرودي