أ.سليمان بن صالح المطرودي
الإنسان عند إقدامه على أي أمر وعمل يقوم به، يعمد إلى عمل مخطط لذلك العمل الذي سوف يقوم به، وذلك من أجل تحقيقه بأسرع وقت ممكن، والخروج بنتائج مرضية، فنجد أن الإنسان عند سفره مثلاً، يحدد الغاية من هذا السفر، والمدة، والبرنامج، وما إلى ذلك من مخطط تلك السفرية؛ لتحقيق الغاية المقصودة من السفر بصورة أدق؛ وطريق أفضل. وهذا هو المطلوب عمله في كافة مجالات الحياة، وهو عمل مخطط يُسار عليه، وغاية ينشدها الطالب للوصول إليها، وتحديد طريق الوصول إلى تلك الغاية، بالإضافة إلى ذلك عمل مضادات لذلك الطريق، أو الغاية حتى لا يفاجئ في النهاية بالخسارة، والخروج من العملية بدون ثمرة كان ينشدها.لأن العمل على ضوء نظم موضوعة وقواعد راسية ودواعم ثابتة، يجعل الفرد يسير في عمله وهو مطمئن وواثق من الطريق الذي يسلكه ويسير فيه، ويكون لديه شبه علم مسبق بنتائج ذلك العمل، والنهاية التي سوف يؤل إليها من خلال ذلك الطريق.ومن ذلك المنطلق نجد أن الأمم والشعوب التي تعتمد النظام والتخطيط المسبق، لما سوف تقوم به سارت ووصلت إلى الغاية التي تنشدها، وحققت أكبر قدر من النتائج والثمرات التي كانت تطمح بالوصول إليها، مما جعلها تخلف وراءها أثر كبير وتاريخ عريق، واضعة بصمات لها على جبين الحياة؛ لتستفيد منها الأمم والشعوب اللاحقة لها، في حاضرها ومستقبلها. فإذا كنا نسير وفق تلك الطريقة متبعين النظام والتخطيط المسبق، ووضع البرامج ومراحل التنفيذ لما نخطط له، سوف نحقق بإذن الله – تعالى– أعلى درجات النجاح، ونحصد أكبر الثمرات التي نتطلع إليها في ميدان الحياة.