مشعل العريفي
لا أدري كيف أبدأ هذا المقال لأخرج لكم ما في جعبتي حول أثر التفكير في حياتك ونجاحك . لكن لعلي أتوجه مباشرة إلى لب الموضوع لأكشف لكم عن قناعتي في قوة الفكرة في حياتك وحتى في صحتك ومصيرك !. من هنا سأبين مراحل التفكير وأثر الفكرة في ذلك . أولاً الفكرة تنشأ في خلايا مخيلتك ، هناك غدة متخصصة في الدماغ تقوم بتحويل هذه الفكرة إلى معلومة أو رسالة. تستجيب هذه الغدة فترسل رسالة خاصة إلى غدة أخرى في وسط المخ تسمى اللوزة . وظيفة غدة اللوزة هي تصنيع مواد كيماوية تعرف بالهرمونات والأنزيمات . هذه المواد تتجه مباشرة إلى الدم وإلى الجهاز العصبي لدى الإنسان . فينشأ الشعور نتيجة تلك التغيرات الكيميائية الحيوية في الدم . ويكون الشعور الناتج إما سلبي أو إيجابي على حسب طبيعة الفكرة . وبعد ذلك يتولد السلوك بدافع وتحفيز من ذلك الشعور . وفي النهاية يتحدد واقعك . وحتى أوضح بمثال ، نفترض أن شخص يدعى سالم أراد السفر إلى بلد ما . وقبل سفره بيوم قرأ في أحد الصحف الإلكترونية أن ذلك البلد سوف يدخل في حرب مع البلد المجاور له . هنا طرأت فكرة في رأس سالم وهي حرب في ذلك البلد الذي يريد السفر إليه . هذه الفكرة تحولت إلى رسالة . استقبلت غدة اللوزة تلك الرسالة السلبية . فقامت بفرز هرمونات الخوف والقلق في جسد سالم . حينها بدأ سالم يشعر بالخوف الشديد والهلع ، حتى استولت مشاعر الخوف على كامل أحاسيسه . فقام فورا بإلغاء تذكرة السفر وتأجيل الرحلة مباشرة . شعور سالم بالخوف الناتج عن فكرة الحرب المحتملة ولدت عنده سلوك . وذلك السلوك هو إلغاء تلك السفره بالكامل . وبالتالي حدد سالم واقع جديد وهو عدم السفر لتلك البلاد . والعجيب بعد أيام ظهر بأن ذلك الخبر كيدي وهو إشاعة مئة بالمئة ، وذلك البلد ينعم بالأمن والأمان . لكن الفكرة التي نشأت عند سالم لا تؤمن بالواقع وغير الواقع ولا بالصدق والكذب . فتأثير الفكرة حتما سيكون حتى وإن كانت غير واقعية و غير حقيقة . حينما تحمل أفكار عن نفسك وعن العالم من حولك ، فتلك الأفكار تحدد من تكون . وبالتالي ستحدد وجهتك في الحياة وأخيراً ستقودك إلى المصير . لا شك أن كل شيء بأمر الله وتحت مشيئة الله جل وعلا .إنما المقصود هو العلم بتأثير وقوة تلك الأفكار على بدنك ومشاعرك وسلوكك . فاختر من الأفكار أجملها وأحسنها وخيرها . فأنت مخلوق عزيز ومُكرم من عند الله وقد وهبك الله بطاقات عظيمة وقدرات هائلة ، فقدّر هذه الحقيقة الثمينة واستعن بالله ولا تعجز . فمن هنا إذا أردت النجاح في شؤون حياتك ، فصنع أفكاراً جميلة ومحفزة لك .أو بمعنى آخر فكّر في الشيء الذي ترجوا وتتمنى تحقيقه ولا تدع المخاوف والأفكار السلبية تشوش عليك . لأن ذلك سيقودك بإذن الله إلى النجاح السعيد والحياة بمشاعر إيجابية . ألم يُبشر الله الرسول صلى الله عليه وسلم بالنصرة و الخير العظيم قبل تحققه و وقوعه . بل وكانت تلك البشائر في أوقات عصيبة جداً من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم .ومن الأمثلة على ذلك البشرى للرسول صلى الله عليه وسلم بفتح بلاد فارس الكبرى في حين كان الرسول محاصر بشدة من قبل العرب في حرب الخدق! . فابتسم وتفائل .. واصنع الأفكار الجميلة الخيّرة عن نفسك والحياة من حولك. صدقني ستتغير حياتك إلى الأفضل.