Home | Jisr News

قاضي الإحالة

أ. محمد بن عبدالعزيز القشعمي

أقام صاحبي دعوى قضائية وقيدها بالمحكمة ومن ثم بدأ القاضي الذي أٌحيلت له بنظرها، وبدأ الخصوم بتقديم الدفوع مدعومة بالأسانيد التي يمتلكونها، وبعد مضي مدة تقارب السنتين من الجلسات القضائية، ولا يخفى على المختص أن الأصل في إقامة الدعوى أن تكون في بلد المدعى عليه عملاً بمقتضى نص المادة (36) من نظام المرافعات الشرعية، كما لا يخفى ما يترتب على هذا من المشقة والعنت على (المدعي) من سفر ولا يخفى ما يتبع السفر بالإضافة الى المشقة من ترك للمصالح و ... الخ، وبعد مضي السنتين حكم القاضي وحدد موعداً لاستلام الحكم، وبعد هذا الموعد تحسب مدة الاعتراض على الحكم وهي (30) يوماً عملاً بمقتضى نص المادة (187) من نظام المرافعات الشرعية، قبل أن يكتسب الحكم القطعية، وبعد اعتراض أحد الخصوم، وبعد نظر محكمة الاستئناف للاعتراض وكافة التفاصيل الخاصة بالدعوى قررت محكمة الاستئناف عدم اختصاص المحكمة التي نظرت الدعوى بها مما اضطر المدعي إلى تكبد العناء من جديد إلى الذهاب إلى المحكمة التي ذكرت الاستئناف انها هي المحكمة المختصة بنظرها، وبعد تقديم المدعي للائحة الدعوى أمام المحكمة الجديدة وبعد مضي ما يقارب الثلاث سنوات تقريباً استُغرِقت  في الجلسات القضائية حكم القاضي أيضاً بعدم اختصاص محكمته بنظر الدعوى مما اضطر المدعي إلى الذهاب إلى لجنة فض التنازع في الاختصاص القضائي الموجودة حاليا ًبالمجلس الأعلى للقضاء انفاذاً لمقتضى نصوص المواد (27) و (27) من نظام القضاء، وهنا يكون صاحبي قد انشغل بأمر مدة من الزمن دون نتيجة بالإضافة إلى إشغال القضاء بأمور لا ثمرة من ورائها... وأرى بأن علاج هذه المعضلة بسيط جداً يكمن  في ( قاضي الإحالة ) المتمرس والمتمكن من الاختصاص القضائي.

ـــ وهنا أوجه بعض التساؤلات إلى جهات الاختصاص:

1- ضاع من عمر القضية ما يقارب الخمس سنوات تقل أو تزيد، فمن يعوض صاحب الدعوى عن ذهاب هذه المدة (وعما أصابه من ضرر وما فاته من كسب) ؟.

2- وحفاظاً على أوقات القضاة والخصوم في قضايا تنتهي بالحكم بعدم الاختصاص فلماذا لا توضع لجنة فض التنازع في الاختصاص الموجودة حالياً بالمجلس الأعلى للقضاء في الدرجة الأولى لمن يرغب في إقامة أي دعوى قضائية ؟

وتكون هذه المرحلة هي المرحلة الأولى والتي بدونها لا يقبل القاضي نظر الدعوى، علماً بأن هذه الفكرة موجودة ومطبقه في بعض الدول ومنها فرنسا وتسمى هذه المرحلة بــ (قاضي الإحالة) والتي تعتبر الخطوة الأولى من خطوات التقاضي.

الأكثر مشاهدة

ألبوم الصور

ما رأيك في التصميم الجديد لموقع صحيفة جسر؟