Home | Jisr News

قناديلنا في الإجازة!

أ.سليمان بن صالح المطرودي

قصة ...

طلب صديقي من ابنه أن يضع له برنامجًا للاستفادة من أيام إجازة هذا العام.

وفوجئ صديقي بأبنه يقدم له البرنامج بعد نحو "١٠ دقائق"!

وكان:

- أستيقظ من النوم عند آذان الظهر.

- بعد صلاة الظهر، أقراء لمدة نصف ساعة، ثم ارتاح.

- الغداء.

- فترة راحة.

- صلاة العصر.

- بعد العصر العب "بلايستيشن 4" لمدة ساعة.

- ثم أمشي نصف ساعة، أو أقضي حاجات البيت.

- بعد المغرب، قهوة مع الأسرة ومتابعة برامج التواصل.

- بعد العشاء، أخرج مع الأصدقاء إلى الساعة ١٢ ليلاً.

- ثم أعود وأنام.

ويتكرر هذا البرنامج طوال الإجازة!

وعندما أراد الأب مناقشة الابن بالبرنامج والتعديل عليه؛ ضحك الابن وقال ترانا في إجازة !!

للأسف أن الأهداف تائهة في الإجازة وغيرها، حقيقية نحن نعاني من انعدام ثقافة التخطيط، وغياب ثقافة وضع الجداول الزمنية، وثقافة تحديد الأولويات للبرامج لمختلف شؤون حياتنا، مما تربى معه الأبناء على هذه الثقافة وللأسف.

أليس حريًا بنا أن نستغل الإجازات في تصحيح ما نعيش فيه من أخطاء؟

أليست الإجازة فرصة لتربية أولادنا على التخطيط والتنظيم واستغلال الأوقات بالهادف والمفيد؟

أليست الإجازة فرصة حقيقية لتطوير أنفسنا وأولادنا وذواتنا وصحتنا وثقافتنا وتطوير كل جوانب حياتنا؟

حتى نكون وأولادنا إيجابيين في كل مناحي الحياة، علينا أن ندرك أن الإجازة فرصة سانحة وثمينة لتحقيق الكثير من الأعمال والمنجزات، بدأ بتطوير الذات، ورفع مستوى الثقافة، وتعزيز القيم لدينا، ونشر ثقافة الوعي، والعناية بالصحة، وغيرها.

ناهيك عن صلة الأرحام، وزيارة الأقارب والأصدقاء، والتعرف على ربوع الوطن وقبائله وعاداتهم وتقاليدهم.

الإجازة فرصة لإشباع هرمونات السعادة في دواخلنا بكل هادف ومفيد.

الإجازة جزء محتسب من أعمارنا، وأعمار أولادنا، ومسؤولين عنه يوم القيامة، لذا نحن مطالبين باستغلالها بكل ما يعود علينا بالخير العميم، ولن يتأتى هذا إلا بالتخطيط الجيد والجاد، لنجمع في النهاية بين المتعة بالإجازة والفائدة منها.

ويظل التخطيط والجد واستشراف العائد الراقي هدف أعمالنا، الذي نستلذ به بطعم السعادة الحقيقية.

الأكثر مشاهدة

ألبوم الصور

ما رأيك في التصميم الجديد لموقع صحيفة جسر؟