أ.سليمان بن صالح المطرودي
أمسينا ليلة الجمعة 2/4/1436هـ؛ ونحن نرفع أكف الضراعة لله – سبحانه وتعالى – بأن يشفي خادم الحرمين الشريفين الملك/ عبدالله بن عبدالعزيز، وذهبنا لصلاة فجر يوم الجمعة، لنجد أنفسنا نتبادل التعازي في المسجد في فقده – رحمه الله – وفي الوقت ذاته نتبادل التهاني بتولي سلمان الوفاء مقاليد الحكم، وعدنا لبيوتنا بعد الصلاة ونحن نسير بأمن واطمئنان، دون خوف، أو رعب، أو سماع صوت تفجيرات، أو هدير طائرات، أو أزيز الرصاص، كما هو الحال في كثير من البلدان من حولنا؛ بل كانت الأجواء ربيعية ذات نسمات فواحة، تخالطها دموع حزن فقد الوالد/ عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – ودموع الفرحة بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله وأيده بنصره وتوفيقه – مقاليد الحكم، لتشكل تلك الدموع والمشاعر لوحة وطنية رائعة، يفتقدها كثير من كانت كراسي المُلك والحكم هي همهم وشغلهم الشاغل، حتى باعوا الأوطان والذمم، وأهلكوا الأمم والشعوب، وشردوا أبناء أوطانهم، وتحالفوا مع الأعداء والشياطين، وباعوا الدين والملة، رغبة في الحفاظ على تلك الكراسي الفانية والسيطرة عليها. إن انتقال السلطة في المملكة العربية السعودية، بهذه السلاسة والهدوء، أخرس الألسن والأبواق الحاقدة والمتربصة بالمملكة؛ بل جعلهم يموتون بغيضهم، فنحمد الله على هذه النعمة التي تستحق الشكر لله – سبحانه وتعالى – فمن يصدق أن خبر إعلان وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وانتقال الحكم للملك سلمان بن عبدالعزيز، يصدر في بيانين مختلفين كتبا في ورقة واحدة، إنها نعمة والله تستحق شكر المنعم عليها. ومن تداعيات الشكر تكون في أخذ الدروس والعبر لما حل بغيرنا، وهو ليس بعيداً عنا، فيمن وقعوا في وحل الفتنة والقتل والتشريد، ممن انخدعوا بشعارات الحرية والتحرير البراقة، التي أحرقت الأرض، وأهلكت الحرث والنسل، ودمرت كل شيء، فلا ننخدع بما انخدعوا به، مما يسوق إليه دعاة الفتنة من أهل الزيغ والفساد، وأعداء الدين والملة عامة، وأصحاب المعرفات المجهولة في مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحرض وتوقد نار الفتنة وتنفخ فيها ليل نهار، ليحققوا مصالح ومكاسب تخصهم هم دون غيرهم، وتقضي على الشعوب وأمنها واستقرارها وكل جميل فيها. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرًا منها، اللهم اغفر لعبدك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتغمده بواسع رحمتك وأسكنه فسيح جناتك، وعزاؤنا تمسك الأمة بدينها القويم فجزاه الله عن الإسلام وعن الأمة والمسلمين خير الجزاء. ووفق اللهم خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير/ مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن نايف بن عبدالعزيز – حفظهم الله جميعًا ووفقهم لكل خير، وخذ بناصيتهم للبر والتقوى، وكن لهم عونًا ونصيرًا ومؤيدًا وظهيرًا، واحفظ اللهم بلادنا من كيد الكائدين، وأدم اللحمة بين الراعي والرعية.