كيف تصبح وكيف تكون وكيف تحقق؛ في أسبوع؛ وفي يوم ويومين وثلاثة أيام؛ بالعديد من المجالات الإيجابية والطموحة التي ينشدها المتميزيين وأهل الطموح !
إلا أن دورتنا اليوم مختلفة؛ نوعًا وفنًا ومكانة وطموحًا.
نقرأ ونسمع كثيرًا عن النجاح والتميز والإبداع، ونسعى لأن نكون كذلك؛ وبينما نحن في الطريق الصحيح سائرون، وسط المصاعب والعقبات، التي تتقاذفنا يمنة ويسرة، حتى نحقق النجاح الذي نرومه ونسعى إليه.
بل ونحن في نشوة تحقيق الإنجاز والتميز والإبداع، ونترقب عبارات التباريك والإشادة والثناء والدعم والتحفيز، نسمع أصواتًا نشازًا نابعة من فاشلين، تثبط هممنا وتحط من عزيمتنا.
وحتى لا نبخس هؤلاء المبدعون في فنهم، فسوف نقدم لكم دورة قصيرة في (فن التثبيط) ويمكن أن نختصرها بعدد من الخطوات السريعة والفاعلة، ومنها:
- استصغر أي جهد وعمل يقوم به الآخرون، مهما كان كبيرًا.
- لا تذكر ولا تعترف بأي إنجاز تحقق لأحد؛ بل أكد بأن هذا جهد عادي وعمل روتيني وسبقه إليه آخرون، ولا شيء جديد.
- أكد استحالة نجاح أي فكرة ومقترح وعمل، وردد: (كان غيرك أشطر).
- تعامل مع الإنجاز من زاوية السلبيات والخوف من الفشل وإبراز العقبات وتجسيم الصغائر، حتى تفرض روح النقد اللاذع لهذا الإنجاز.
- تعامل مع الإنجاز بالنصيحة بعدم إبرازه حتى لا يدخل في الرياء، ولا تنسى أن تسبغه بالدين، وذكره بقوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر) (دور شيطاني والعياذ بالله).
- تعامل مع الإنجاز بالوطنية، بأن لا ينسب هذا الإنجاز لنفسه حتى لا تهتز وطنيته أمام المسؤولين والمجتمع، وحتى يكون عمله وطنيًا 100%.
- استعمل التخويف والتحذير من الحساد وعيونهم التي لا ترحم، وأنسج قصص من الخيال عن ناجحين غادروا الدنيا بسبب العين والحسد.
- ركز على التشاؤم من الإنجاز، وأنه قد يكون سببًا في الفشل بالفوز بالجنة، بالانشغال عن الأخرة بالدنيا.
- التذكير أن الثقة بالنفس هي نوع من أنواع الغرور والعجب بالنفس الذي يهلك صاحبه، ويمنع عنه الخير في الدنيا والأخرة.
- التذكير دائمًا بأن الناجح هو من له علاقة بالسلطة العليا، وما دون ذلك فهو كادح بالمجان.
- التذكير بأن من وصل لأي موقع وظيفي مرموق، وصله بالواسطة لا بالاستحقاق والجدارة.
- تحدث دائمًا عن الظلم والظلم والظلم؛ حتى يقتنع الناس "وأنت قبلهم" أن الناجح مظلوم والفاشل منصور.
- أغلق أذنيك عن سماع أي تفاصيل عن النجاح والإنجاز والتميز، وأسرد قصص الفشل في كل مجلس.
وقبل الختام أقول لك: هنيئًا لك هذا التميز بالتثبيط الذي تستحقه بامتياز وجداره!
وللمزيد يمكنك التواصل معي لكي أرشدك لأكاديمية متخصصة في هذا الفن الفريد الذي قل من يتقنه على أصوله!
(ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل أقعدوا مع القاعدين).
هذا حالهم، فخذلهم الله وكسلهم عن دروب التميز والنجاح، فقعدوا مع القاعدين!
ويظل النجاح والتميز والإبداع والاتقان، هدف نستشرف الوصول إليه كل لحظة .....