أ.سليمان بن صالح المطرودي
في اللقاء السابق؛ الذي كان بعنوان: (كيف تصبح موظفًا فاشلاً في يوم!؟!) والذي نشر هنا: (http://jisr.seu.edu.sa/topic.php?id=337) وتعرفنا فيه على عدد من النقاط التي تمكنك \"أنت أيه الفاشل\" في تحقيق فشلك الوظيفي في يوم واحد فقط. وكان بيننا موعد أن نلتقي – بإذن الله – لنتعرف على عدد من الخطوات التي تخصك \"أنت\" أيها الطامح للنجاح وصعود سلمه؛ للتربع على قمة المجد، التي قليل من يستطيع الوصول إليها. وقبل البدء، أقول: مرحبًا بك أيها \"الفاشل\" من مشاركتنا هذا المجلس، فلعله ينقدح في كينونتك شرارة توقد شعلة النجاح في داخلك، فتغير مسارك وتجعلك تمتطي صهوة جوادك لتنطلق مع مواكب الناجحين، وتكون أنت واحد منهم بعد أن توحلت في مستنقع الفشل، فليس عيبًا أن تخرج من هذا المستنقع، ولكن العيب أن تُصر على البقاء فيه. كلنا يعلم أن هناك الكثير والكثير من البرامج والدورات وورش والعمل والندوات والمحاضرات والمؤلفات التي تتحدث عن النجاح؛ إلا أن قلة من يسلك طريقه! لأننا وللأسف نعرف الطرق؛ بل وتشبعنا بها، ولكننا نفتقد فتيل إيقاد \"مارد\" النجاح في دواخلنا، والمتمثل في (الإرادة) نعم الإرادة، فمتى كانت الإرادة كامنة في دواخلنا، وكانت متوقدة وهاجة نحو النجاح ونحو كل أمر، فإننا هنا فقط نحتاج إلى بوصلة تحدد لنا الاتجاه الصحيح نحو الوجهة الحقيقية التي تأخذنا للهدف والغاية التي نسمو إليها؛ وهي \"النجاح\" في أي مجال نحن نعمل فيه. وحتى تكون أيه الموظف (ومثله كل إنسان عامل) موظفًا ناجحًا بامتياز، فإليك بعض الخطوات التكتيكية التنفيذية التي تجعلك موظفًا ناجحًا؛ بل وتكون أنت مضرب المثل في الميدان الوظيفي، ومن ذلك: أ. عزز ثقتك بالله – سبحانه وتعالى – واستحضر النية الخالصة لله في كل أمورك. ب. كن واثقًا بقدراتك التي تقودك لتحقيق النجاح. ج. اجعل النجاح أحد أهم أهدافك التي تعمل من أجل تحقيقها. د. تعامل بصدق وأمانة وإخلاص مع الجميع، وأحسن الظن دائمًا بمن حولك. ه. كن منظمًا ومحافظًا على مواعيدك، وفي مقدمتها الحفاظ على أوقات الدوام، حضورًا وانصرافًا وتواجدًا \"اجعلها خطًا أحمرًا لا يمكن التنازل عنه\". و. تعرف على الأنظمة واللوائح والتعليمات التي لها علاقة بوظيفتك بوجه خاص؛ وبعموم الأنظمة واللوائح بوجه عام، واعمل على تطبيقها وعدم تجاوزها. ز. تشرب مهام وظيفتك، واعمل على تنفيذها بشكل كامل، بل وزد عليها كل ما يحقق الإنجاز لك ولوظيفتك التي أنت مسؤول عن أداء مهامها. ح. احرص على تكوين علاقات طيبة ومتميزة مع المسؤولين والزملاء داخل بيئة العمل وخارجها؛ بل أعمد إلى تعميقها بالتواصل عبر كل قناة تواصل ممكنة. ط. استفد من خبرات من سبقوك، وخذ بالرأي والنصيحة، حتى ممن هو أصغر منك سنًا ومرتبة ووظيفة، فلا تعلم من أين الخير يأتيك. ي. اجعل شعارك إنجاز الأعمال أولاً بأول، ولا تؤخر أي عمل إلى موعده؛ بل قدمه قبل موعده، فكونك تكسب الوقت خير من أن يداهمك الوقت وأنت لم تنجز أعمالك. ك. إقرأ واسأل وتعلم عن كل أمر لا تعرفه، واحرص على تطوير نفسك وقدراتك حتى تكون مواكبًا لكل جديد. ل. احرص على الهدوء، وكن بعيدًا عن أي بؤرة مشاكل، وكن حريصًا على تضييقها متى كانت من حولك. م. فكر وخطط ونظم واقترح في كل أمر من شأنه تطوير العمل والرقي به. ن. اعتمد على نفسك وإنجازاتك وإبداعاتك في الوظيفة التي تميزك عن غيرك. س. ركز على الجوانب الإيجابية لديك وطورها، وعلى أي جوانب سلبية لديك وعالجها. ع. تعرف على الناجحين عن قرب، واستفد من خطوات نجاحهم، واستنسخ منها ما يفيدك في تحقيق نجاحك. ف. تحدث عن الناجحين، واذكر نجاحاتهم بكل خير، واعمل على أن تحقق نجاحًا يضاهي ما حققوه بكل حب وتقدير لهم. ص. وتذكر أن الناجح لا ييأس ولا يكل ولا يمل أبدًا، رغم كثرة المثبطين والمحاربين له، ومن يسعون دائمًا لتكسير مجاديفه، لأن أعداء النجاح كثيرون وللأسف. وقبل الختام أقول لك: هنيئًا لك هذا النجاح الذي تستحقه بامتياز وجداره، وأرجو أن لا تحرمنا من الاستفادة من هذا النجاح الذي تحقق لك، وأن تكون لنا من الناصحين لتحقيق نجاحًا مثل هذا النجاح الذي عملت من أجل تحقيقه. شذرات بقلم أبي عبدالعزيز سليمان بن صالح المطرودي مدير مكتب وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الرياض