أ.فهد حمود الرميح
شهدت الاختراعات العظيمة اقتباسات لخبرات كانت موجودة في حياتنا البسيطة ، فمثلا الاختراع الأكثر شهرة وتدولاُ في على مر العقود والأزمنة ، عندما أوجد توماس أديسون المصباح الكهربائي كان العالم يناشد عن قدرة توماس على تغير الكثير من المفاهيم المركونة لظلام الجهل وعدم التفكير ، بمجرد أنه أضاء عقولهم ، ولكن نسوا أن توماس لم يأتي شيء من فراغ وإنما وسائل الإضاءة كانت منذ القدم موجودة ، ففي العصر الروماني كانوا الحرس يشعلون المصابيح الزيتية لتنير لهم ليلهم الطويل وكان للمصرين الفراعنة نصيب في إيجاد الضوء وذلك في النقش على الجدار لتضيء الأماكن المقدسة ، وفي أوج العصور الإسلامية شواهد على النقلة النوعية في عالم الإضاءة فكانت المسارج الفخارية والأسلوب المعماري فناً في تنوير الجوامع والمنازل والقصور. وفي وقتنا الحالي نشهد إبداعات كثيرة على جميع المجالات ، نٌبهر ونُصدم في لحظات حينما نرى تلك الأشياء التقنية ونخدع أنفسنا أنهُ ابتكار يفوق التصور ولكن هو بالفعل مجرد تطور لا أكثر ، وإذا كنا نريد أن نشكر المخترعين العباقرة فهي الحاجة الذي ألحت عليهم لإيجاد شيء مختلف تماماً عن الغير ، واذا ألقينا الضوء على الشركات العالمية والرائدة في مجال الصناعة والتقنية فاستجد أنها تستنبط أفكارها وإبداعاتها من أشياء تدور من حولنا ، فشركة مرسيدس الألمانية وال جي الكورية دليلاُ على ما أتحدث عنه ، فعملت المرسيدس في سيارتها الجديدة من الفئة \" S-Class\" على الدفع بتقنية مميزة لعملائها والذي سميت بالبدن السحري وهي التي تبقي السائق وركاب السيارة بعزلة تامة عن أي مطبات أو عوائق أثناء القيادة والتي استوحيت فكرتها من \"راس الدجاجة \" ، وفي نفس السياق اقتبست الشركة الكورية فكرة \" راس الدجاجة\" في هاتفها \" \"LG G2 حيث زودت الكاميرا تقنية OIS وهي المثبت أو مانع الاهتزاز أثناء عملية التصوير الفوتوغرافي ، والتجارب كثيرة وعديدة ولا يسع المقال لذكرها. ولا بد أن نوضح بأن التفكير العميق وتوسيع المدارك من العوامل الملهمة لاختراع شيء يفيد البشرية ويحسن الظروف التي من حولنا ، والاطلاع على التجارب الأخرى لمعرفة السبل العلمية والتقنية والحلول التي وصل إليها العلماء في كافة الميادين المعرفية هي الطرق السديدة للوصول إلى الفكرة المنشودة من آجلها. ومن الممكن أن الأيــام القادمة تخبئ لنا العديد الاكتشافات المذهلة في ضل الثورة المعلوماتية التي نعيشها ولا يقتصر الأمر على الهواتف الذكية أو الأجهزة الإلكترونية التي سلط عليها الضوء بأكثر مما يجب ، وفي حال حدوث ذلك يمكن القول أن وصلنا لتغير جديد \" يشار إليه بالبنان\" .