أ.سليمان بن صالح المطرودي
وحل علينا الضيف المبارك من أيام وإلى هذا اليوم ونحن نستبشر بمقدم واستقبال هذا الضيف الكريم شهر رمضان المبارك، ونتبادل التهاني والتبريكات لمقدمه ونسأل الله أن يبلغنا إياه وأن نظفر في إتمامه. ولكن !!! هل استعدينا له الاستعداد الذي يليق به ويرتقي لمنزلته ؟!؟ أم لا ؟؟؟ إن الاستقبال الأمثل لهذا الشهر لا يكون بالتهاني والتبريكات، وتبادل الرسائل الإلكترونية والبريدية والصوتية وغيرها فحسب، وإنما يكون في الاستعداد الرباني الذي أمرنا ربنا – سبحانه وتعالى – أن نكون عليه، وبما أوصانا نبينا محمد بن عبدالله – صلَّ الله عليه وسلم – أن نعيشه فيه، وذلك من خلال عدد من النوافذ التي يجيب أن ننفذ من خلالها لاستقباله والعيش معه. ومن ذلك: أن ننزع الحقد والغل من صدورنا، وأن نطرق أبواب الرحمة والمودة، فنكون متاحبين بالله فيما بيننا، ونغرس أزهار الود والمسامحة والتسامح في كل مكان نكون فيه. وكذلك أن نعلق قلوبنا بخالقها – سبحانه وتعالى – وأن لا نجعل للأحزان عليها طريقًا، ولا يتأتى ذلك إلا إذا كانت مؤمنة حق الإيمان بالله – جل جلاله –. وكذلك كبح جناح النفس الأمارة بالسوء، والزامها طريق الحق والصواب، ولملمة شتاتها وتيهانها بإرادها مواطن الخير والهداية والرشاد. وكذا تطهير القلب من الأضغان. واليدين من الدنس. واللسان من الفحشاء والزور. والعينين من المجون والرذيلة. والأذان من كل صاخب محرم. وكل مفسدات الصوم الواردة من الجوارح. وأن لا يكون نصيبنا من الصيام هو الجوع والعطش والحر والتعب والنصب. فالصيام هو المسارعة للخيرات وفعل الصالحات، والبعد عن المحرمات والموبقات والفواحش والظنون السيئة الخبيثة. والحرص في هذا الشهر على زراعة أطيب الأغصان المثمرة؛ لنجني الثمار اليانعة في جنة عرضها السماوات والأرض. والمزارع الكيس الفطن هو من يحافظ على ما بذر وزرع طوال العام للحصول على أطيب الثمار وأنفسها وفي الوقت نفسه يحافظ على مزرعته من العبث وحمايتها من وصول السوس والحشرات المهلكة للزرع والثمر أسأل الله أن يجعلنا ممن أدرك هذا الشهر ووفق فيه للعمل الصالح، فينال موعود الله – سبحانه وتعالى – بالعفو والمغفرة، وأن يرزقنا الاستقامة وحسن الخلق وصلاح النية والذرية، وأن يوفقنا وعموم المسلمين لما فيه عز ديننا وصلاح دنيانا