أ.فهد حمود الرميح
في صميم الحياة الدنيا نجد أمور عدة وضعت من أجل الاستمرارية والتواصل الدائم بين أفراد المجتمعات وبين الأعمال التي تمارسها، وتكمن تلك الأدوات والمتغيرات في العمل الجماعي بين الأفراد وفيما يحتاجه المجتمع فهذان المتغيران هما من يحدد جميع مستويات الحياة في التعليم والفكر والصناعة والثقافة والذي سيتبلور في المجد الذي يسعون في صناعته. ولكن أعرج بالحديث عن ماهيات العمل الجماعي وعن ضرورة تفعيله الكامل في مجتمعنا وسعينا الدائم بتحقيق الأهداف دون النظر إلى ماهي الأدوات التي تصنع النجاح وتحقق الآمال ، صحيح أن العمل الجماعي من الصعب تطبيقه في جميع المؤسسات الحكومية والخاصة بالشكل الكامل وذلك بأنه يخضع لمعاير قاسية و أيضا قلة الشخصيات القيادية التي تحث على العمل الجماعي بالشكل السليم والفعلي دون التنظير فقط، ولا أحمل هذا العبء الثقيل فقط على عاتق القائد وحسب وإنما يتوجب على العاملين في جميع القطاعات على ضرورة تفهم معنى العمل الجماعي والبعد من الأنا وحب الذات والذي يترتب عليه تكسير مجاديف روح التعاون والتضامن مع بقية المجموعة وأيضا المتاعب والمآسي الذي تضر الجميع وتخلخل من المنظومات المؤسسية التي بدورها تعبث بالهيكلة الأساسية من تعديلات وتغيرات لا تصب في المصلحة العامة ، وفي هذا السياق قراءة كتاب \" العوامل الخمس لخلل العمل الجماعي \" للمستشارباتريك لينسيوني قبل كتابتي لهذا المقال ، حيث ذكر في كتابه أن \"غياب الثقة و الخوف من النزاع وعدم الالتزاموتجنب المسائلةوإهمال النتائج \" كفيلة بأن تهدم لك أي عمل جماعي تحاول القيام به مع أفراد المؤسسة، وأعلق على تلك العوامل بأن من شأنها أن تزرع الخوف والقلق لدى القائد تجاه العاملين لديه ، فغياب الثقة يولد التحفظ والانعزال عن بقية المجموعة ، والخوف من النزاع ينتج لنا انسجام مزيف بغية إرضاء الأخرين وحسب ، وعدم الالتزام عند العاملين يخلق نوعا من الالتباس في التوجيهات والألويات في سياسة المؤسسة ، وأخيراً إهمال النتائج والذي يعطي مؤشرات سلبية وإيجابية بأن أفراد المجموعة يبحثون عن نتائج فردية وليست جماعية ، وخلاصة مفهوم العمل الجماعي \" هو أن يعمل الفريق بقلبِ واحد، يحمي أفراده بعضهم من السقوط\". وفي مستوانا المحلي نجد أن هناك توسط الى حدا ما في تحقيق العمل الجماعي على جميع القطاعات ، ولوحظ توجه من قبل المسؤولين في زيادة تدفق مفهوم العمل الجماعي من خلال قيام الندوات والدورات الفعلية ، وهُنا أحب أن اقترح على تفعيل الدورات بشكل حقيقي وليس نمطي ممل في جميع قطاعات الأعمال ،وذلك من ملاحظتي في حضور الدورات السابقة التي يعاب عليها التلقين في المعلومة بدون خوض بعض التجارب العملية والتي يعود عليها بالنفع الكثر. ولأننا مسلمون وديننا الإسلامي شامل لجميع نواحي الحياة فحثنا ديننا على العمل والتعاون مع البعض حيث روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: \"يد الله مع الجماعة\".