أ.سليمان بن صالح المطرودي
قصة ...
كان عدد من الزملاء في العمل يتحدثون فيما بينهم، حتى وصل بهم الحديث عن مقدار الراتب؛ فسأل أحدهم زميله قائلاً: كم راتبك؟
فأجاب الثاني: "يا حظي" راتبي ولا شهر نزل كامل، على الأقل مخصوم منه ستمائة ريال، وأشهر يصل الحسم ألف ريال.
قال "الأول": لماذا؟
فأجاب "الثاني": (أنت خابر؛ حسم غياب وتأخير وخروج دون استأذان - حسبي الله عليهم -).
وأعاد "الثاني، نفس السؤال للأول" وأنت كم راتبك؟
أجاب "الأول" ولله الحمد، لم يسبق أن نزل راتبي ناقص هللة، بل ينزل ومعه خارج دوام أو بدل انتداب، وهذا لأني محافظ على أوقات الدوام، وليس عندي غياب، وأقوم بواجباتي الوظيفية على أفضل وجه.
رد عليه "الثاني": يــا حــــــظـــــــــك !
نعم يا حظه بجده واجتهاده، يا حظه بإنجازاته وإبداعاته، يا حظه بتميزه بين زملائه بالجد والاجتهاد والإنجاز والإبداع، الذي ناله بجهده وقيامه بواجباته الوظيفية وحرصه على الالتزام بالأنظمة والتعليمات الوظيفية، فهو حظيظ بسعادته، وبتحمل مسؤولياته وأدائها على الوجه الذي يرضي به الله - سبحانه وتعالى -.
هذه صور من حظوظ هذا الحظيظ، فياترا ما هي حظوظ "الآخر" بعد الحسم والعقوبات الإدارية، والحرمان من العديد من المزايا الإدارية والمالية وغيرها من المزايا والحوافز!؟!
كم تأسف لحال هذا وأمثاله، ممن حظهم في القاع والحظيظ، أن يزيدوا عليها حظ الحسد، والكلام فيمن هو مثابر وناجح!
كم تأسف لحالهم بانشغالهم بما رزق الله به الآخرين من نعم، بما وفقهم الله إليه من جد واجتهاد!
بدل أن يراجعوا أنفسهم ويغيروا من سلوكياتهم وعاداتهم السلبية، ويعملوا على تطوير أنفسهم، وانتشالها من القاع، والرقي بها للعليا، يزيدوا من تعاساتهم تعاسات بعضها فوق بعض ليدفنوا أنفسهم وهم أحياء!
لكل مجتهد نصيب، ولكل مبدع مكانة مرموقة تليق به وبإبداعه، وحظ مستحق بما قدم، فلماذا لا نعمل بجد من أجل أن نكون نحن صاحب هذا الحظ؟
ختامًا ... لنتذكر أن الجد والعمل والانشغال بالنفس وتطوير الذات، طريق صعب لا يستطيع أي إنسان السير فيه، إلا من رام الانفراد بالقمة.